في يوم عهد الاتحاد.. تحقق وعد الاتحاد

في تاريخ الأمم محطات تاريخية مصيرية تصنع واقع الشعب، وتعيد صياغة الجغرافيا، وتصنع التاريخ. هذا ما تحقق في تاريخ هذا الوطن؛ يوم عهد الاتحاد الذي صادف الـ18 من شهر يوليو من العام 1971، وهو بداية الإنجاز التاريخي الذي قاد إلى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتنتقل المنطقة إلى حقبة جديدة في تاريخها.

وليعقبها بعد أشهر وبالتحديد في 2 ديسمبر 1971 قرار توحّدت فيه الإمارات السبع تحت راية دولة واحدة، مثلت بداية عهد جديد قائم على الاتحاد، والتكامل بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وبقية حكام الإمارات رحمهم الله.

وبالنظر إلى مدة تلك المرحلة الحاسمة لمشاورات الاتحاد في شهر يوليو حين كثّف الشيخ زايد لقاءاته مع الشيخ راشد وبقية الحكام، حتى توجت هذه المشاورات بتوقيع اتفاقية الاتحاد في دبي، ورفع علم الدولة، نجد أنها مدة قصيرة بالمقارنة مع تجارب دول أخرى.

فقد اختزلت مدة الانتقال من مرحلة التشاور النظري إلى العمل الجاد والحاسم لتأسيس الدولة في أشهر معدودة لتبدأ بعدها مباشرة مسيرة التنمية الشاملة تحت راية واحدة، ودستور واحد لبناء الدولة وخدمة الإنسان.

إن صدق النوايا، وترجمة الأقوال إلى أفعال، من أبرز السمات التي تميزت بها قيادة دولة الإمارات من مرحلة التأسيس وحتى يومنا هذا، وهو جوهر النجاح الذي مكّنها من اختصار المسافات، وتجاوز عقبات الزمن لاتخاذ القرارات المصيرية، وتوحيد الكلمة والمصير. ومن هذا الإخلاص صيغت مواد الدستور، ووضعت التشريعات والقوانين الاتحادية؛ التي أرست دعائم التنمية والبناء، وأسست لدولة القانون والمؤسسات.

ولم تكن تلك الصفات القيادية الرصينة خافية على الأشقاء والأصدقاء من مختلف دول العالم، بل كانت محل تقدير وإعجاب، ما أكسب الدولة احتراماً دولياً، ومكانة مرموقة بين الأمم. ولعل كلمة رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، منذ أيام، في حفل تقليد صاحب السمو رئيس الدولة أعلى وسام في بلاده، خير شاهد على ذلك.

وفي عصر أصبحت فيه وسائل التواصل ونشر الكلمة أسرع وأسهل مما سبق، يجب على كل شخص ينتمي لهذا البلد أن يتحلى بتلك الصفات، ويتحصن بقيم الإخلاص، والولاء في كل جوانب حياته.

ولا يكون ما يصدر عنه سبباً في الإساءة لوطنه أو مجتمعه، بل واجب عليه أن يعكس بأقواله وأفعاله صورة مشرفة لدولته، محافظاً على الثوابت، وراعياً للأمانة التي يحملها في كل كلمة ينطق بها أو يكتبها.