الاهتمام بالعلم والعلماء في الإمارات

تعد دولة الإمارات من أكثر الدول في منطقتنا العربية دعماً للعلم وللعلماء من خلال تخصيص الجوائز والمبادرات والمنح المادية السخية. فالمتابع للساحة الثقافية بشكل دائم يرى جوائز عالمية ودعماً للعلم والثقافة في كافة مجالاتها الأدبية، وفي مجالات العلوم والابتكار والفنون. فلا يمر يوم من دون أن نرى ذلك الدعم السخي قادماً من قبل مؤسسة حكومية أو خاصة وموجهة، ليس فقط للعلماء والباحثين المحليين والعرب، بل للعلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم. هذا الأمر يعزز دور العلوم والثقافة ويخلق منصة علمية وثقافية مهمة للانطلاق نحو الابتكار والإبداع، وهو الأمر الذي يعزز أسس البحث العلمي ويخلق التنافس المطلوب في هذا المجال.

لقد عولت دولة الإمارات كثيراً على استئناف الحضارة العربية الإسلامية التي سادت العالم في القرون الوسطى وجعلت من العواصم العربية مقراً وموئلاً للعلماء القادمين من جميع أرجاء المعمورة يطلبون العلم ويتسابقون نحو الاختراع الذي أحدث سبقاً علمياً مهماً في العالم.

لقد أخرجت الأمة العربية نوابغ علماء العرب والمسلمين الذين أضاءت ابتكاراتهم العلمية المهمة فترة من أحلك فترات العالم، وسجلت نقاطاً مضيئة في سجل التاريخ العربي الإسلامي. تلك العقول المبدعة التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ العلوم في العالم ما هي إلا حلقة من حلقات التقدم العلمي الذي يحتاجها العالم للاستمرار والتقدم والبناء عليه. فعالمنا لا يقوم فقط على الاقتصاد أو التجارة، بل يقوم أيضاً على الابتكار العلمي والثقافة، والتي هي الوجه الإنساني المضيء للحضارة العالمية.

المتابع للساحة الثقافية في الإمارات يرى العديد من المبادرات العلمية والثقافية التي تحث العلماء والمفكرين على المزيد من العمل الرصين الجاد الذي يخدم البشرية كافة. فمن نوابغ العرب إلى الجوائز العلمية السنوية السخية التي تخرج من جميع إمارات الدولة مروراً بتلك المبادرات الفردية التي تحتضنها المؤسسات العلمية الخاصة، أصبحت الإمارات منارة علمية مضيئة في المنطقة.

لقد صنعت تلك المبادرات الثقافية والعلمية تاريخاً مغايراً للفعل الثقافي وحمّست العلماء على التنافس العلمي الشريف من أجل إنتاج ما ينفع البشرية. فالمنتج العلمي أو الثقافي الذي يخرج من الإمارات لا يخدم منطقتنا فقط، بل يخدم العالم أجمع. لذا تعمل الإمارات على تشجيع كافة المبدعين على اختلاف أجناسهم ومشاربهم على العمل واتخاذ الإمارات نقطة تواصل لهم سواء لوجستية أو علمية. هذا التشجيع والدعم الذي تقدمه الإمارات ازداد في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل من الإمارات منارة ثقافية مهمة وقبلة للمخترعين والعلماء.

لقد أعلت دولة الإمارات قيمة العلم والعلماء وأحاطت العلماء والمثقفين بكل تقدير، الأمر الذي عكس جانباً مهماً من رؤية القيادة الرشيدة، التي تؤكد دوماً الدور المهم للعلم والعلماء في إرساء أسس الحضارة ودفع مسيرة تقدم البشرية، مثمنة دور العلماء والمفكرين في هذا التقدم. فهؤلاء العلماء شريك رئيسي في مسيرة الدولة، وفي المساهمة في نشر الوعي الحضاري. وكما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على الدوام، فإن الإمارات ستظل قبلة لأهل العلم والعلماء، حيث يحظون بكل سبل الاهتمام والتقدير.

إن الإمارات ودورها الثقافي الحالي الرائد على مستوى العالم تعيد للأذهان العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية، حيث حظي العلماء والمفكرون بكل سبل التقدير والاهتمام، وأسهم ذلك التقدير في إعلاء شأن الحضارة العربية الإسلامية. فالإمارات تحفز كل فعل ثقافي وعلمي يخدم البشرية، ويكون حافزاً للآخرين على العمل الرصين الذي يخدم البشرية ويرفع سمعة العرب والمسلمين.