جيل يُصنع في الإمارات

يعتبر تدريب الطلبة بين عمر 13 إلى 18 عاماً أحد الخيارات التي تتجه إليها الأنظار لتحفيز النمو المعرفي والنفسي، وأحد الحلول الفاعلة التي تستحق النقاش، والدعم المجتمعي، والمؤسسي لما يحمله من فوائد أهمها تمكين الطلبة من فهم الواقع المهني واستكشاف ميولهم المستقبلية بما يتناسب مع تسارع تحولات سوق العمل واعتماد الدولة المتزايد على اقتصاد المعرفة.

فالتدريب أحد أهم الوسائل التربوية لتحقيق التقارب بين التعليم والتجريب، وبين الفصول الدراسية وسوق العمل. حيث لا يقتصر على تعلم المهارات الفنية فحسب، بل يعزز مهارات التواصل، والعمل الجماعي، والانضباط الذاتي، واتخاذ القرار.

ويمثل التدريب للطلبة في سن المراهقة أول تجربة واقعية يتعاملون فيها مع بيئة مهنية، بما يحفّز لديهم حس المسؤولية، ويتيح لهم تقييم اختياراتهم الأكاديمية، والعودة إلى مقاعد الدراسة برؤية أوضح لما يناسبهم.

وبالنظر إلى تجارب بعض الدول نجد مثلاً أن سنغافورة أنشأت في وزارة التعليم منصة وطنية موحدة تنسق بين المدارس، والجهات المستضيفة لعرض الفرص التدريبية المناسبة لكل مرحلة دراسية. وأما كندا فقدّمت حوافز واضحة للمؤسسات من خلال اعتماد أكاديمي لساعات التدريب التي يقوم بها الطلبة، وتقدير رسمي للشركات المشاركة. وفي ألمانيا، تم تطوير دليل تدريبي وطني ضمن منظومة التعليم المزدوج.

والذي يحدد أدوار كل طرف بشكل منهجي. وفي فنلندا، اهتمت وزارة التعليم بإطلاق حملات سنوية لتشجيع الأسر على دفع أبنائهم للتدريب، أو العمل المجتمعي خلال الصيف وسرد قصص نجاحهم في وسائل الإعلام.

وقد شهد صيف 2025 في دولة الإمارات تحركاً فعلياً نحو تفعيل التدريب الصيفي، حيث بادرت عدة مؤسسات رائدة إلى تنفيذ برامج تدريبية موجهة لطلبة المدارس والجامعات، تجسيداً لفكرة تحويل الصيف إلى منصة تعليمية تطبيقية.

ومن أبرز هذه المبادرات، برنامج «بداية» من مجموعة موانئ دبي العالمية، الذي استقطب طلبة مواطنين للتدريب في بيئات عمل حقيقية ضمن قطاع النقل البحري.

كما أطلقت مؤسسة الإمارات العالمية للألمنيوم برنامجاً مدفوع الأجر استهدف أكثر من 40 طالباً من طلبة الصف العاشر فأعلى للتدريب العملي داخل مصانعها في أبوظبي ودبي. كما أطلقت وزارة الاقتصاد معسكر الضيافة الصيفي 2025، الذي وفّر تدريباً في مجالات إدارة الفنادق والطهي والفعاليات.

وشهد مشاركة واسعة من الطلبة في الفئة العمرية من 15 حتى 22 عاماً. وفي الجانب المعرفي، أعادت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي إطلاق مخيم صيفي متخصص لطلبة المرحلة الثانوية، والذي يركّز على المشاريع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وأهداف التنمية المستدامة.