فباتت دولة الإمارات «دولة المستقبل» بسبب ما عُرفت به من النظر الدائم إلى الأفق البعيد، ووضع الخطط اللازمة للتميّز في عالم يشهد ثورة تكنولوجيّة ورقميّة لا ينفع معها الإيقاع البطيء في إدارة الدولة وتوجيه دفة الحياة.
«إن السباق الكبير لم يبدأ بعد، فكل ما فعلناه حتى الآن هو الاستعداد لمرحلة بدأت في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، ثم تسارعت خطواتها خلال السنوات السبع الأخيرة كمقدمة لما يمكن أن يصبح أسرع سباق اقتصادي عرفه العالم خلال المئة سنة الماضية».
وهذه إشارة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى جسامة المسؤوليات وضخامة التحديات التي تضطلع بها الحكومة من أجل تحقيق المزيد من المنجزات في مسيرتها الزاهرة لبناء الوطن والإنسان.
فينشر تغريدة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن فيها عن إطلاق منظومة جديدة لقياس الأداء الحكومي من أجل دعم الحكومة في اتخاذ القرارات ومتابعة الخطط والاستراتيجيات واستشراف العقبات والتحديات، ما يعني أن الحكومة ستظل في حالة يقظة دائمة في مسيرتها المتميزة في العمل والإنجاز.
وذلك باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي»، إنّ هذه العبارة المعبرة من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تشبه إلى حد كبير العبارات الدستورية التي تختزن في كلماتها القليلة الكثير من المعاني التي يتولى فقهاء القانون شرحها وتفسيرها، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يحدد المهام الأساسية للمنظومة الجديدة لقياس الأداء الحكومي.
والتي تتمثل في 4 مطالب محددة يتصدرها دعم الحكومة في اتخاذ القرار، وما يترتب على ذلك من النتائج التي سيكون لها أكبر الأثر في تقييم أداء الحكومة، ثم متابعة الخطط والاستراتيجيات بكل ما تنطوي عليه من جهد شاق ستبذله فرق العمل التي ستتولى تنفيذ هذه المهمة الشاقة، ثم تعزيز القدرة على توقع بعض التحديات المستقبلية.
وذلك بالاستعانة بمفهوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي هي مجموعة من الخطوات المنظمة التي تتمكن معها الأجهزة الحاسوبية من اتخاذ القرارات وحل المشكلات بناء على المعطيات والبيانات بطريقة تحاكي الذكاء البشري، ما يشير إلى مواكبة العصر في وضع الخطط ومواجهة التحديات.
وهو ما لا يرضاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إطلاقاً في إطار نظرته العميقة للأداء الحكومي، فضلاً عن تناقضه مع طبيعة المسيرة المتميزة للدولة في بناء الوطن، مع الانتباه الذكي إلى أن ذلك لا يعني المثالية في تصور الأداء الحكومي، بل هي نظرة واقعية تنبع من رسوخ فكرة تحسين العمل وإجادة الأداء، باعتبار أن ذلك هو الضمانة الوحيدة لجودة الأداء الحكومي المطالب بتسريع وتيرة المواجهة مع إيقاع العصر وتحدياته الكثيرة المتنوعة.