يعد تحقيق الأهداف جانباً مهماً وأساسياً من نمونا الشخصي والمهني. التركيز المتوازن على الأهداف مع ضخ الطاقة والمشاعر المناسبة مهم لتجليها.
لا توجد دراسات علمية توضح علاقة الطاقة والشعور الإيجابي بتجلي الأهداف، ولكن بالملاحظة نجد أن أغلب المستثمرين في الطاقة والمشاعر الإيجابية تجاه ما يريدون تحقيقه، تتجلى أهدافهم بشكل أسرع عن غيرهم، خصوصاً المتوازنين منهم.
الشعور بالامتنان واستشعارنا بتحقيق الهدف يعدان من الأسباب الجاذبة للفرص ومن الأشخاص الذين يتوافقون مع تطلعاتنا. الفكرة تكمن في عدم تفريقنا بين التركيز على الهدف والتعلق به؛ فالأول نابع من قوة وثقة وشجاعة والأخذ بالأسباب التي تقربنا إلى ما نود تحقيقه.
أما الآخر، فهو ينبع من مخاوف واحتياج وشعورنا بالافتقار، بالإضافة إلى افتراض عدم الحصول على ما نود مستقبلاً، ما يخلق توتراً وقلقاً وطاقة سلبية تبعدنا أكثر عن الهدف.
التركيز على الهدف لا يعني غياب وجود العراقيل، ولكن الشخص المتوازن في التركيز سيعي أن العقبات هي جزء من الرحلة واضعاً عينيه على الصورة الكبيرة ومنشغلاً بالخطوات، وعلى يقين بأن الهدف سيظهر في الوقت المناسب. أما المتعلق فهو متطرف في التركيز ومنشغل بالخوف على احتمالية عدم حصوله على مراده، أكثر من إيمانه بالتوكل، فتجد التعطيل في حياته أكثر من المرونة واليسر.
يفسر العلماء ظاهرة «التداخل البناء» الفيزيائية، أنه عند التقاء موجات متساوية في الطول الموجي، فإنها تصنع موجة أكبر وقد تكون مضاعفة، وهذا قد يفسر أن الأشخاص الإيجابيين والمتزنين مشاعرياً يلتقطون الأحداث الإيجابية، وهم أكثر عرضة لتسلسل وسريان الأحداث الإيجابية في حياتهم، على افتراض أن لكل شيء طاقة في هذا الكون.
ماذا لو أدركنا أن التركيز على الهدف لا يعني غياب الخوف تماماً، وإنما يعني معرفة التعامل معه وتحجيمه مع التركيز على الخطوات الصغيرة والصحيحة؟ ماذا لو أدركنا أن إصرارنا على أهداف تعطل حياتنا أكثر مما تثريها قد يعني التعلق بها وهي بحاجة إلى مراجعة؟