الإجازة الصيفية.. موسم لصناعة الوعي لا لقتل الوقت

مع بداية الإجازة الصيفية نجد العديد من الأسر، التي تحب أن تقضي الإجازة الصيفية في أرض الوطن، ولا تنوي السفر خارجه، حيث إن الفرص واسعة ومتنوعة للاستكشاف والمتعة، والتعرف على ربوع البلاد المزدهرة، والتي تشهد كل عام المزيد من التجديد والتجدد.

هذه الأسر تحتاج إلى أفكار وخطط وبرامج، تجعل الإجازة الصيفية فرصة لصناعة الوعي الوطني والإنساني والقيمي لأبنائها، ويكون التحدي الأساسي في تقديم ما يملأ فراغ أبنائهم، بدلاً من الساعات الطويلة أمام الشاشات بين الألعاب والفيديوهات، وتطبيقات التواصل في معركة يومية غير معلنة مع الوقت الضائع.

فالواقع أن الأجهزة الذكية باتت ملاذاً سهلاً ومتاحاً للأطفال والمراهقين، في ظل غياب بدائل ممتعة تشغل أوقاتهم، وبينما يزداد قلق الأهل تزيد ساعات الاستخدام، لتصل أحياناً إلى أكثر من 6 ساعات يومياً، وفق تقارير صحية وإعلامية حديثة.

ورغم تعدد المحاولات للحد من هذا الاستخدام، إلا أن العديد منها تفشل، لأنها تركز على المنع لا على تقديم البدائل الجذابة والممتعة، حيث ينصح المتخصصون النفسيون والتربويون بأهمية المقاربة، التي تركز على العلاقة لا الرقابة.

موضحاً أن استخدام الأطفال المفرط للهواتف والأجهزة لا يرتبط دائماً بالإدمان بقدر ما هو استجابة لحالة فراغ، أو حتى محاولة للهروب من الملل أو القلق.

ويبقى السؤال الآن كيف يجد الأطفال في الإمارات حلولاً واقعية لشغل الإجازة الصيفية؟ والتي هي فرصة ذهبية لصناعة الوعي الإنساني والوطني، ولبناء مهارات الحياة، التي يحتاج إليها الشباب والأطفال في مستقبل حياتهم التعليمية والعملية والإنسانية.

ولعل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لفعاليات صيف أبوظبي الرياضي في مركز أبوظبي للمعارض لم تكن زيارة بروتوكولية، بل كانت رسالة إلى الجميع ضمن إطار «عام المجتمع»، بأن الصيف ليس وقت خمول بل فرصة لبناء صحة الأجسام، وتغذية العقول، وتعزيز الترابط الاجتماعي، لتؤكد أن المبادرات الصيفية ليست ثانوية، بل هي جزء أساسي من رؤية التنمية الشاملة.

أبناؤنا أمانة في أعناقنا، وينبغي علينا جميعاً التفكير والتخطيط والتعلم من التجارب الناجحة، لتقديم اقتراحات وبدائل، ومبادرات على نطاق الأسرة لاكتشاف اهتماماتهم الحقيقية، التي تمثل بذور هواياتهم المستقبلية، والاستثمار في هذه الاهتمامات، أو الهوايات، وتيسير الوسائل التي تمكنهم من الانطلاق في تنمية الاهتمامات والهوايات حتى تتحول إلى مهارات وإمكانات تنفعهم في قادم حياتهم، وتمثل ثروة بشرية ثرية لوطنهم.