وكانت آخرها المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران التي انتهت في اثني عشر يوماً، وقبلها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اقترب شهرها الحادي والعشرين على الاكتمال، وأثنائها سقوط النظام السوري بعد حكم استمر لأكثر من نصف قرن، قضى منها الرئيس المخلوع بشار الأسد 24 عاماً ووالده حافظ الأسد 29 عاماً.
لكي تطيح بحكم جماعة «الإخوان» الذي هيمن على كل مقدرات البلاد خلال العامين السابقين، ولتحرر وتنقذ مصر من تداعيات غاية في الخطورة لو استمر هذا الحكم خلال السنوات التالية.
وقد سعت الجماعة بعد هذين الاستيلاءين، وخصوصاً على مصر، أن تصدر نظامها إلى بعض الدول العربية، في مخطط منها لتكون المؤثر الأكبر على ما يمكن أن يجري في المنطقة من تطورات.
وفي هذا السياق، يبدو واضحاً من مجمل التطورات الرئيسة التي سبقت الإشارة إلى بعضها، ويضاف إليها ما يشهده اليمن وليبيا والسودان والصومال، أنه لا وجود تقريباً لجماعة «الإخوان» سواء بمركزها المصري الذي تشقق لثلاث عواصم، أم بفروعها القائمة في بعض البلدان العربية، في مجريات وتفاصيل هذه التطورات الكبرى.
حيث انعدم تأثيرها الفعلي على أي منها، واكتفت الجماعة المركزية وفروعها بالتعليق الإعلامي من خلال أبواقها وإصدار بيانات قصيرة باهتة حول بعضها.
فقد بدا واضحاً تماماً الغياب شبه التام لأي قدرة للجماعة على أي نوع من الحشود الجماهيرية التي كانت تستغلها فيما قبل، في محاولتها لإظهار قدراتها التنظيمية وما تزعم أنه دعم للقضية الفلسطينية.
كذلك، فقد وضح تماماً أن الحضور الطاغي للدولة المصرية ومعها المملكة الأردنية، ومعهما كل الدول العربية، وخصوصاً الخليجية، في الدفاع عن القضية الفلسطينية والحيلولة الحاسمة لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين وتصفية هذه القضية، فضلاً عن تقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاجها أهل غزة والسعي الدؤوب لإدخالها.
والعلاقات الوطيدة التي ربطت مصر خصوصاً بأهل القطاع، كل هذا قد أفشل أي محاولة لـ «الإخوان» لركوب موجة الحرب واستغلالها في خلق شعبية لهم، فغابت الجماعة الإرهابية هذا الغياب الملفت وغير المسبوق عن تلك الحرب الأطول في تاريخ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والأكثر خطورة فيه.