في الأزمات والملمّات تظهر المعادن والقيم الحقيقية للمواطنة، حيث تتجلى فيها معاني الولاء والانتماء للقيادة الحكيمة والوطن، والحرص على التلاحم الوطني، والوعي المجتمعي؛ ففي اللحظات الصعبة، يصبح المواطن شريكاً فاعلاً ومحورياً في الحفاظ على استقرار الوطن، وصون المكتسبات، وتجاوز المحن بحكمة واتزان.
ولا يخفى على الجميع ما يدور في منطقتنا من صراعات سياسية وعسكرية بين الفينة والأخرى، على مختلف مستوياتها وتداعياتها واتساع رقعة المنخرطين فيها، وهذه الأحداث المتلاحقة ولا سيما في مثل منطقتنا الصعبة «الشرق الأوسط»، ينبري لها الحكماء والعقلاء من قادة المنطقة لتهدئتها وعلاجها بالحكمة، لتنعم المنطقة بالاستقرار بعيداً عن الإضرابات والمواجهات المباشرة التي تقلق دول المنطقة وتضر بالصالح العام لها وتؤرق شعوبها.
يدرك العقلاء في المنطقة والعالم أهمية جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة تجاه ترسيخ الاستقرار والسلم الدولي والإقليمي، وبما تقوم به من جهود حثيثة، في مختلف الظروف والأوقات ولا سيما في أوقات الأزمات السياسية والعسكرية من خلال فتح مسارات التواصل مع مختلف أطراف النزاعات بهدف إيجاد الحلول الدبلوماسية والحوارية بعيداً عن الفوضى والصراع المحتدم.
ويتأكد مبدأ المواطنة في الظروف الصعبة، وما نشاهده من اضطراب في الأوضاع الإقليمية والدولية، ويتحتم علينا أن نقف صفاً متحداً خلف قيادتنا الحكيمة، وندرك تمام الإدراك أن قيادتنا الحكيمة بقراراتها الرصينة تصون أبناءها وأرضها، وتسعى إلى تحقيق المصالح الوطنية العليا، والمحافظة على أمن الوطن واستقرار شعبه والمقيمين على أرضه، وما أجمل شعب الإمارات الوفي الذي يحمل قيم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والذي يثبت للعالم مدى صلابته ووحدته ولا سيما في الملمات.
شعب دولة الإمارات المخلص دائماً ما يظهر مواطنته الإيجابية بضرب أروع الأمثلة في التلاحم والتكاتف، والوقوف خلف قيادته الحكيمة صفاً قوياً متراصاً في مختلف الظروف مهما كانت شدتها وفي الضراء قبل السراء، شعب أصيل محب لقيادته ووطنه، ويفديهم بالغالي والنفيس، وميادين الشرف والكرامة شاهدة على ذلك، «أبناء زايد» دائماً على العهد والوعد، ويترجمون محبتهم لوطنهم بسلوكياتهم القويمة، وأفعالهم السديدة، ودفاعهم وحرصهم على وطنهم ومكوناته، يمارسون المواطنة الصالحة في مختلف المجالات، محافظين على أمن الوطن واستقراره، وحريصين على تقدمه ورقيه وازدهاره.
ومن المواطنة أثناء الأزمات الحذر والتحذير من الإعلام المؤدلج الذي يتغذى على الشائعات والأخبار المضللة، والذي يسعى إلى فبركة الحقائق، ونشر الأكاذيب، بكافة أدواته المتاحة، بهدف إحداث البلابل والإضرابات وتعكير صفو استقرار المجتمعات الآمنة والمزدهرة، والسعي نحو ظهور التأويلات المغلوطة واللغط والقيل والقال، فواجب علينا كبح جماح هذه الأخبار الصادرة من هذا الإعلام الغاشم بعدم تصديقها وتناقلها، حفاظاً على استقرار المجتمع.
والواجب على كل متلقٍّ ومستخدم لبرامج التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية بمختلف أشكالها سواء في الأزمات وغيرها عدم الاستماع لكل من يسمي نفسه محللاً سياسياً وغيرها من المسميات البراقة، وأن يلزم القنوات الرسمية الوطنية في استقاء الأخبار، وأن يعتمد في تعامله مع الفضاء الإعلامي المفتوح على التفكير الناقد تجاه مصادر التلقي للمعلومات، فبذلك يحقق الحصانة من الانحراف نحو هاوية التطرف المعلوماتي، ويعينه ذلك على تمييز الأخبار والمعلومات المتداولة، بحيث يستطيع إثبات صحيحها، ونفي المكذوبة منها.
كما أن الوعي تجاه المصادر الإعلامية ووسائل التلقي مطلب ضروري في حياتنا اليومية، وواجب على الجميع أن يتحلى بقيمة الوعي ولا سيما في أوقات الأزمات والملمات، لتجنب نشر الذعر والاضطراب والفتن في أوساط المجتمع، والرهان الدائم على وعي الفرد والأسرة والمجتمع تجاه ما ينشر في المنصات الإعلامية.
ومن المواطنة في الأزمات أن تغرس الأسرة في أفرادها الطمأنينة، والثقة بالقيادة الحكيمة وبقراراتها الرصينة، وأن يبينوا لهم أن القيادة الحكيمة هي الدرع الواقي والسياج المنيع في حفظ الوطن وشعبه، وأنهم أولوية القيادة تحت كل الظروف وفي مختلف الأوقات.
تستثمر دولة الإمارات حكمة قيادتها ومقوماتها ومكتسباتها من الخبرات والوعي والإدراك حول التحديات العالمية لصالح حفظ أمن الوطن من كل مهدد، ودعم السلام والاستقرار والرخاء والازدهار للشعوب والبشرية جمعاء.
وتبقى الحقيقة الراسخة التي لا تتغير ولا تتبدل، مهما تغيرت الظروف والأوقات والمجريات، أن اللحمة الوطنية، والوقوف خلف القيادة الحكيمة والتضامن معها، والحرص على مصلحة الوطن العليا، صمام أمان في مواجهة التحديات وصون المكتسبات.