بهذه الكلمات المتوهّجة بالثقة والشعور العميق بالفخر يُطلق صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد المرحلة الثانية من مراحل تصفير البيروقراطية التي هي شكلٌ من أشكال الحكم يتّصفُ بالتعقيد وتسلسل القيادة الهرميّة الصارم، والسلطة القانونية والرقابة المهنيّة والاعتماد على القواعد والإجراءات الرسمية التي تتقيّد بحرفيّة القانون وتخفق في التعامل مع روحه مما يؤدّي إلى انطباع العمل الحكوميّ بالروتين والتسويف وعدم الإنجاز السريع، وينعكس ذلك بكلّ سلبيّاته على المواطن الذي يشعر بالضيق من هذه الإجراءات التي تفتقر إلى السرعة والبساطة، فجاءت هذه الكلمة من صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد لتؤكّد على المحتوى العميق والجوهريّ لتصفير البيروقراطيّة بحيث ينتقل الجسم الإداريّ إلى مستوى جديد يكون أكثر سرعة، وأكثر بساطة وبالتالي أكثر تأثيراً، لأنّ علة البيروقراطيّة الكبرى هي افتقارها إلى هذه الثلاثيّة الكفيلة بنجاح الشكل الإداري وهي: السرعة والبساطة والتأثير، وحين نُحدّق جيّداً في مشكلات العالم العربي على وجه التحديد نجد أنّ المشكلة الأولى الّتي تقف عائقاً أمام تطوير الحياة والإنسان هي تفشّي البيروقراطية التي تترك آثارها العميقة السلبيّة على الدولة والإنسان.
في هذا الجزء من هذه التغريدة الثمينة يتحدّث صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد عن الإجراءات العمليّة الّتي أدّت إلى ترشيق العمل الإداري وتجفيف منابع البيروقراطيّة الثقيلة الظلّ على الحياة، وتشهد الأرقام الّتي ذكرها سموه على النتائج الرائعة التي انعكست على حياة الإنسان الإماراتي الّذي يستحقّ هذا النمط من الإدارة الرشيدة، فإذا كان الوقت هو الحياة فإن تصفير البيروقراطيّة في المرحلة الأولى قد وفّر 70% من وقت المواطن، وإذا كانت كثرة الإجراءات الإدارية هي العقبة الكؤود في وجه التطوير الإداري، فإنّ التصفير قد ألغى أكثر من 4000 إجراء إداري غير ضروريّ، وكانت الثمرة الرائعة لهذه الإجراءات هي توفير أكثر من 12 مليون ساعة من تكاليف الوقت والانتقال ممّا يعني أنّ الدولة بصدد الانتقال نحو أفقٍ جديد يختلف معه مفهوم الإدارة اختلافاً جذريّاً، وستكون نتائجه باهرة التأثير لصالح التنمية ومسيرة التقدم في هذا الوطن الحبيب.
ولأنّ النتائج السابقة لم تأتِ من الفراغ بل هي حصيلة جهود مشكورة مُضنية، فإنّ صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد قد قدّم شكراً كريماً لأكثر من 30 جهة حكوميّة عملت بدأبٍ وصبرٍ في سبيل تبسيط الإجراءات الحكوميّة، يساندهم في تنفيذ هذه المهمة الجليلة 690 فريقاً من فرق العمل المنخرطة في صناعة مجد الوطن والارتقاء به، مؤكِّداً على أنّ حكومة دولة الإمارات تسعى بحزمٍ وعزمٍ على توسيع إطار هذا الإنجاز وتكثيف الجهود في سبيل تصفير البيروقراطيّة فيما يتعلّق باستخدام التكنولوجيا الرقميّة في تقديم الخدمات لكي تظلّ المسيرة متواصلة في سبيل الوصول إلى الأهداف الّتي تحقّق التصفير النهائي للبيروقراطية في هذه الدولة الزاهرة النشيطة.
«هدفنا حكومة بلا تعقيد، وخدمات بلا انتظار، ونتائج تُحدث فرقاً حقيقيّاً في حياة الناس».
وبكلّ هذا الوضوح، وبكلّ هذه الشجاعة يُفصح صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد عن الهدف الكبير لكلّ هذه الإجراءات المتمثّلة في تصفير الإدارة البيروقراطيّة، حيث إنّ الغاية الكبرى هي حكومة بلا تعقيد من حيث الإجراءات الإداريّة وهذا يُلبّيه عنصر البساطة، وخدمات بلا انتظار، وهذا مُختصّ بعنصر السرعة، وتكون النتيجة هي وجود فرقٍ حقيقيّ في حياة النّاس وهذا منوطٌ بعنصر التأثير بحيث تتكامل هذه الثلاثيّة الرائعة: البساطة والسرعة والتأثير التي ذكرها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد في مفتتح هذه التغريدة الّتي ترتقي إلى درجة الوثيقة الإداريّة لأنّها تضع حدّاً فاصلاً بين مرحلتين من مراحل الإدارة وتُسهم بكلّ كفاءةٍ واقتدارٍ في صناعة الحياة السعيدة الفاعلة في هذا الوطن الطيّب المعطاء.