لا تقرأ رواية ليست لك!

يكتب أحدهم على صفحته في منصة «فيسبوك» بأنه بعد أن فشل في قراءة رائعة غابرييل غارسيا ماركيز «100 عام من العزلة»، فإنه وضعها جانباً، لفترة من الزمن، ثم عاد ليقرأها في محاولة ثانية، يقول:

أعطيت الرواية فرصة ثانية وأنا في هذا العمر (أظنه كان في الثلاثينات من عمره)، وقد قرأت الكثير من الكتب المعرفية والروايات، لكنني اكتشفت (انتبهوا، فهناك اكتشاف في الطريق إليكم) أن هذه الرواية قد أخذت صيتاً أكثر مما تستحق، وامتدحت ونالت تقديراً أجدها (هو ولست أنا) ليست جديرة به!

وبما أننا محسوبون على الثقافة، فإن الحال يقتضي أن نقول (هذا رأيه وهو حر) لأننا لو لم نقل ذلك فستنهال علينا الشتائم والاهتمامات، وأولها الاتهام بالديكتاتورية ومصادرة رأي الآخرين، إذن هو حر وإن لم نقتنع! لكن ربما يبدو من حقنا طالما أننا كنا بانتظار هذا الاكتشاف على أحر من الجمر أن نطرح على السيد المكتشف سؤالاً وجودياً:

لماذا اعتبرت «100 عام من العزلة» رواية لا تستحق القراءة، وهي التي منحت ماركيز جائزة نوبل للأدب عام 1982؟

يبرر القارئ المحترم عدم استحقاق الرواية للشهرة التي تحظى بها، يقول: الرواية مليئة بالأسماء المتشابهة المتكررة كاسم بويندو وأورليانو وخوسيه!

إضافة لتفاهة الأحداث وكثرتها وعدم ترابطها، ووجود أحداث لا منطق لها، في النهاية يقول إنه لم يتجاوز الـ50 صفحة، فاضطر تحت إحساس الملل لتركها، وهو لن يمنحها فرصة ثالثة (وهذا تهديد لا بد من أخذه على محمل الجد)!

تقول التقديرات العالمية بخصوص رائعة ماركيز «100 عام من العزلة»: إنها تعد من أشهر الروايات في الأدب العالمي، وقد حقّقت انتشاراً هائلاً منذ نشرها للمرة الأولى في عام 1967.

وتقدّر المصادر أن الرواية قد باعَت أكثر من 50 مليون نسخة في أنحاء العالم منذ صدورها، ما يجعلها واحداً من أكثر الكتب مبيعاً في القرن العشرين والعالم أجمع، كما ترجمت إلى نحو 46 لغة.

الآن، كيف يمكننا أن نقنع هذا القارئ المحترم بأن عليه أن لا يقرأ رواية ليست له، وأن يبدأ بقصص المكتبة الخضراء أولاً، قبل أن يصل لتحفة أدبية كـ«100 عام من العزلة».