سئل ممثل سينمائي مشهور، لماذا انفصلت عن زوجتك بعد كل ذلك الحب الذي جمعكما؟ ولماذا بعد أن طلقتها لم تتزوج ثانية؟ أجاب الممثل بكلام بدا غريباً جداً بقدر ما أننا جميعاً نعرفه تماماً، فقد حدث ما ذكره الممثل في بيوت بعضنا، أو حدث لأشخاص نعرفهم، الخلاصة أن إجابته كانت تشرح واقعاً يعيشه كثير من الناس.
قال الممثل «لقد كنت رجلاً عصبي المزاج، أثور لأمور بسيطة جداً وتافهة لا تستحق ردة الفعل القوية تلك، أما زوجتي فكانت تحتملني دائماً.
وعندما ينقلب مزاجي دفعة واحدة كانت تظهر ثباتاً وتفهماً كبيرين، وفي كل مرة يحدث الموقف نفسه كنت واثقاً أنها ستكون إلى جانبي وستحتملني، حتى تمر العاصفة بسلام، كنت واثقاً أنها لن تتركني مهما بدر مني، لذلك كنت أغضب وأخرج وأنام وأصحو لأجدها موجودة دائماً كما هي! حتى صحوت ذات يوم فلم أجدها، كان البيت فارغاً منها، فجأة أحسست أنني وحيد تماماً، وأنها غادرت إلى غير رجعة!».
عندما سألها لماذا غادرت؟ قالت له «إنها تعبت! ولم تعد تحتمل المزيد من عواصف الغضب، والكلام الجارح!» عندها حدثته نفسه أنه مجرد «زعل» سرعان ما سيتلاشى، وأنها ستهدأ وتعود للبيت. فانتظرها يوماً، اثنين، عشرة، لكنها لم تعد، رحلت بشكل لا عودة منه!
وفي لحظة ندم متأخرة كثيرة قال: «لقد كان من الممكن جداً ألا أغضب كما كنت أفعل، أو تثور أعصابي بتلك المبالغة التي كنت عليها، لقد بدت الأشياء والمواقف التي أثارت أعصابي يومها بسيطة جداً، بل تافهة، لم تحتج كل ردة الفعل تلك، لكن تلك الثقة في كون زوجتي شخصاً مضموناً يمكنه احتمالي مهما فعلت، هو ما أوصلني لفقدانها، فمهما بلغت قدرة ذلك الشخص المتفاني على الاحتمال، إلا أن لحظة (القشة التي قصمت ظهر البعير) آتية لا محالة».
تلك هي الثقة الخاسرة؛ لأن صاحبها يراهن على استيعاب الآخرين لظلمه وحماقاته اعتماداً على رصيد المحبة! تبدو هذه الثقة خاسرة عندما نسأل أنفسنا: ماذا لو انتهى رصيد المحبة ذاك؟!