في مواجهة الأمس

لست من المعجبين كثيراً بالممثل الأمريكي الوسيم جورج كلوني، فلم أجد في معظم أفلامه شيئاً يلفت الانتباه أو يدل على أنه يتبنى فكرة أو قضية ذات أهمية. مع ذلك فهو ممثل موجود ومنتج معروف وملياردير له حضوره في هوليوود وفي جزر الأثرياء في إيطاليا، يلتقط مصورو الباباراتزي صوره كنجم من نجوم مجتمع الإشاعات والأخبار والمناسبات الفنية إضافة لمركزه كواحد من ملاك القصور والفلل الفاخرة. جورج كلوني يظهر باستمرار باعتباره (زوج أمل علم الدين) المحامية المقيمة في بريطانيا، أكثر منه كونه ممثلاً تنتظر الجماهير منه أفلاماً عظيمة تنافس على شباك التذاكر، ولكي لا نحمله أكثر مما يجب، فهو ليس أنتوني هوبكنز في نهاية الأمر، ولا يحمل بصمة روبيرتو دي نيرو أو كيفن كوستنر أو كلينت ايستوود!

وبالرغم من كل هذا، فقد فاجأنا كلوني بفيلمه الأخير الذي تعرضه منصة نتفليكس حالياً، تحت عنوان (جاي كيلي) الذي تدور قصته حول شخصية جاي كيلي النجم السينمائي الشهير (يلعب دوره جورج كلوني) الذي يخوض رحلة عبر أوروبا بدءاً من باريس مع مدير أعماله وصديقه المخلص «رون»، هذه الرحلة التي يواجه فيها كيلي ماضيه، وتعيد له أخطاءه وتفاصيله، وسط حياة لا يعلم إلى أين تمضي به، بينما هو يتخبط في علاقاته مع أصدقائه ونفسه وبناته.

كان لا يمتلك أية خطة أو تقييم حقيقي للحياة، والشهرة، والعلاقات، والخيارات الماضية، كان بحاجة لفرصة أو حدث يجعله يواجه ماضيه وحياته السابقة والذي جاء عبر شخصية صديق قديم كان رفيق دراسته وأحلامه.

هذا الفيلم أحد الأعمال الرائعة التي من الجيد أن يختم به كلوني مسيرته السينمائية، أو أن يعيد تجارب مشابهة في هذا الإطار الإنساني، إضافة للأداء التمثيلي لطاقم الفيلم والذي عمل على إنجاح الفيلم، الذي يعتبر موضوعه النفسي عامل النجاح الأول للفيلم الذي يعرض الصراعات الداخلية التي قد يواجهها أي شخص شهير عندما يراجع ماضيه.