ليس لأنها مدينة تتغير وتتطور بسرعة تفوق سرعة الصوت، وليس لأنها واحدة من أغنى مدن العالم وأكثرها أناقة ونظافة ونظاماً ما أهلها لتكون واحدة من عواصم المال والأزياء والعلامات الكبرى ومركزاً لصناعة السياحة والضيافة والمؤتمرات العالمية، بل وإضافة لكل ذلك فدبي تمتلك سمات وأسراراً لا يعرفها إلا من عاش فيها ولامس تفاصيلها ووقع الحياة اليومية فيها!
أول أسرار دبي وأعظم سماتها على الإطلاق أهلها، فأهل دبي بسطاء، كرماء، مضيافون، متعاونون، محبون للخير بالفطرة والطبيعة، مرحبون ومنفتحون وبحكم موقع مدينتهم فقد عرفوا شعوباً وأمماً وتمازجوا معهم ونقلوا عنهم فسافروا واطلعوا وتعلموا، ومهما بدا الرجل أو المرأة من أصحاب المال أو المراكز أو المكانة إلا أن التواضع في أهل دبي سمة وصفة وطبيعة يتعاملون بها مع الجميع دون تفرقة أو تمييز.
أما ثاني أسرار دبي فهو الأمان، لا أحد يعتدي عليك أو يبادرك بالعداوة أو التنمر أو التعامل الفوقي أو يهددك أو يسرقك، أنت في أمان طالما كنت تتحرك تحت سماء هذه المدينة الحبيبة، وإذا ذكرت ذلك أمام غرباء أو زوار جاؤوا دبي للمرة الأولى أو الثانية، لا بد أن يسرد عليك أحدهم حكاية تتعلق بموقف يشرح معنى أن تكون آمناً في دبي.
أن تكون آمناً في دبي أو في أي مدينة في العالم فهذا أقصى ما تحلم به أي سياسة أو استراتيجية، لكن أن تحلم بأمر شيء وأن تحققه شيء آخر، دبي حققت ذلك، فقد تنسى حقيبتك أو هاتفك أو أي شيء من متعلقاتك الشخصية، في مقهى أو مطعم أو حمام المركز التجاري أو عربة التسوق في الجمعية التعاونية، وتذهب، وحين تتذكر ينتابك إحساس بأن ما نسيته لا شك قد فقد أو سرق بنسبة 95 %! فهذا ما يحدث في كل مكان!
عندما نسيت حقيبة يدي في عربة التسوق وذهبت للمنزل لأكتشف المصيبة وأعود إلى المكان نفسه، كان أمل العثور على الحقيبة ضئيلاً بنسبة 5 %، إلا أن رجل الأمن حين رأى قلقي قال مبتسماً حين ذكرت له محتويات الحقيبة (نقود/ جواز سفر/هاتف محمول...) أنت في دبي لا تقلقي، وأخرج الحقيبة وناولني إياها!