لا تقلق.. إنها الحياة!

تتحدث إحدى المؤثرات على السوشال ميديا، حول خلاصات وتوجيهات سلوكية شبيهة بتدريبات أصحاب ورش البرمجة العصبية، الذين يكررون كلاماً محفوظاً من كتب التنمية الذاتية يتداولونه في الورش والمحاضرات ومقاطع الفيديو كأنهم آلات تسجيل لا أكثر.

الفارق بين هذه السيدة التي لا يحضرني اسمها الآن وهؤلاء، هو أنها تتحدث من واقع وعي ذاتي عميق بما تقول، بعدما مرت بتجربة الإصابة بالسرطان تشافت منه كما علمت من متابعتي، هذا ليس الفارق الوحيد، ولكنها أيضاً تقول كلاماً يلامس القلب مباشرة ما يعني أنه صادق، وبكلمات واضحة ومنتقاة بعناية تستطيع الوصول إلى الهدف.

تقول عن ابتلائها بالسرطان: «لطالما طلبت من الله أن يعطيني القوة بعد إصابتي بالسرطان، واكتشفت بعد تأمل طويل أن الله حين تطلب منه أمراً وتلح في الطلب يعطيك الطريق إليه، لا يجعلك خارقاً لكنه يجعلك تسير في طريق حين ستقطعه كما يجب ستجد نفسك قوياً ومختلفاً بشكل لا يصدق»، وقالت: «إنه لولا هذا السرطان ما كنت مثلما أنا الآن، ولو خيرت مجدداً لاخترت ما ابتلاني به الله»!

نحن بشر في نهاية المطاف، حيث الجهل والتعجل هما أكثر ما ينتشر بين الناس، إضافة إلى الشكوى المستمرة مما يحدث لنا ويصيبنا ونحن نقطع طرقات الحياة، لكن ماذا لو أننا نظرنا لهذه المشاكل بمنظار مغاير أو من زاوية أخرى؟

الخلافات مع الأهل، مشاكل مع شريك الحياة، ضيق الحال وقلة المال والاحتياج، مشاكل العمل، خيانات الأصحاب، وظلم ذوي القربي وصاحب العمل والجار السيئ.. إلخ، لو فكرنا قليلاً سنصل إلى حقيقة أن كل هذه ليست مشاكل، إنها الحياة وهي تمضي بنا للأمام، هذه هي الحياة لا أكثر ولا أقل، أما المشكلة الحقيقية التي عليك أن تخاف وتقلق منها وتسميها مشكلة بالفعل، فتحدث حين تصاب في صحتك تلك الإصابة التي لا تعود بعدها كما كنت.

لحظتها فقط يصير لديك مشكلة فعلاً، أما قبل ذلك فإن كل ما مر بك، لم يكن سوى الحياة كما يجب أن تعيشها.