سئلت واحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، متخصصة في مجال الطهي الاستعراضي، عمّا تكسبه من مال لقاء هذه المقاطع التي تقدمها بشكل يومي تقريباً، وهذه الشهرة المدوية التي جعلت في رصيدها ما يقارب الـ (18 مليون متابع) على الإنستغرام وحده، خلاف بقية المواقع والصفحات، فأجابت باقتضاب: لا أكسب شيئاً على الإطلاق! وسط دهشة المذيعة، وتفاعل حاد من المتابعين الذين وجدوها غير صادقة!
فهل كانت المؤثرة تكذب على متابعيها؟ الحقيقة ليست كذلك، لكن يمكن القول باختصار ووضوح إنها صادقة فيما قالته، لكنها لم تقل كل الحقيقة! والحقيقة أن المشاهير أصحاب ملايين المتابعين على هذا التطبيق لا يتقاضون منه أية أموال كما يذكر الكثيرون، (إنستغرام لا يدفع نهائياً) مقابل المتابعين، كما تفعل بعض التطبيقات، التي توقع عقود شراكة مع صنّاع المحتوى، يحصلون بموجبها على أرباح من الإعلانات!
ما هي الحقيقة التي لم تذكر إذن؟ إن هؤلاء المشاهير لا يفعلون ما يفعلون بدون مقابل، أو حتى يتركوا أثراً في هذه الحياة يذكر بأنهم مروا من هنا كما قالت المؤثرة السابقة، الحقيقة أن الأموال تتدفق عليهم من خلال وكالات وشركات الإعلانات، والبرامج الإعلامية، والاستضافات في المؤتمرات والورش، وتمثيل العديد من الأسماء التجارية في المجالات التي يشتهرون فيها، إضافة للكتب والمقابلات والحوارات و...
هناك عالم رهيب دخله هؤلاء الناس، ومن خلاله أصبحوا متواجدين بشكل دائم أمام العالم، لقد ضحوا بخصوصيتهم وراحتهم النفسية في مقابل هذا الظهور، لذلك فإنه من الطبيعي أن نتساءل لماذا يحتمل هؤلاء الكثير من الهجوم والتنمر والإساءات وحملات الشتائم ضدهم أحياناً إن كان لا مقابل وراء كل ذلك؟ قالت إحداهن (الجمهور بيتحول إلى وحش أحياناً، لا يمانع في التهامك، في غرس أنيابه فيك، يتنمر عليك، يشتمك يسيء إلى عائلتك دون أن يفكر أحد عما يتركه ذلك من أثر فينا)!!
فإذا كانت الإساءات تبلغ هذا المستوى، فإذن لماذا يقدمون على ما يفعلونه إذا لم يكن له مقابل؟