الشركاء السامون

هل سبق أن قرأت يوماً حول موضوع (العلاقات المسمومة) أو سمعت أحداً يصف شخصاً بأنه (سمم حياته)؟. ما هي العلاقات المسمومة؟ ومن هم هؤلاء الذين يسممون حياة شركائهم، زوجاتهم أو أصدقائهم مثلاً؟

لفت نظري في السنوات الأخيرة وعلى منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تمثيلية قصيرة جداً، حول رجال ونساء يسيرون معاً في أماكن عامة: شوارع أو مراكز تسوق أو مطاعم مثلاً، وفجأة تلقي المرأة بورقة لأحد المارة وبشكل عشوائي أو تفتح يدها وقد كتبت كلمة (ساعدوني) على راحة يدها أو قاع قدمها (إذا كانت تقيس حذاء في محل للأحذية مثلاً)، فما حقيقة هذه الرسائل أو هذه الإعلانات؟

هذه إعلانات توضيحية أو توعوية تقدمها مؤسسات ومراكز مكافحة التعنيف والاضطهاد التي تتعرض لها النساء في المنازل من جانب أزواجهن أو أقربائهن (آبائهن أو إخوتهن مثلاً). تقدم هذه الإعلانات طرقاً مبسطة ومأمونة لشرح كيف يمكن لامرأة أن تنقذ نفسها من ذلك الاستغلال أو التعنيف وتطلب المساعدة في حالة خروجها معه إلى مكان عام يمكن أن يتدخل أحد لإنقاذها منه!

حين يقع أي شخص (امرأة أو طفل أو كبير في السن) تحت رحمة أشخاص غير أسوياء يسممون حياتهم تحت ادعاءات الحب والتعلق والغيرة والاحتياج والتظاهر بالعجز، فإنهم بحاجة ماسة للتدخل والمساعدة الفورية.

فالشخص النرجسي وغير السوي يقتل شريكه ببطء، دون أن يهتم أو يشعر بأي ندم، بل إنه دائم الشكوى والتظلم، وغالباً ما ينجح في قلب الموقف لصالحه وقلب الطاولة في وجه شريكه ودفعه للاستسلام مستغلاً ضعفه أو حبه له أو حاجته إليه أو عجزه عن المواجهة واتخاذ قرار الهرب منه!

إن البقاء طويلاً مع هذه الشخصيات يقود إلى نتائج وخيمة وممرضة، فجسدياً يظهر التعب على هذا الشخص، وتنطفئ روحه، وتغيب ضحكته أو تصبح مجرد قناع لا أكثر، ويصبح عرضة للمرض لأن جهاز المناعة في جسده يصبح ضعيفاً جداً، وهو ما يطلق عليه في علم النفس (متلازمة الاحتراق العاطفي)، حين تمتص العلاقة طاقة الشخص دون مقابل وتتركه منهكاً نفسياً وجسدياً. هذا الشخص بحاجة ماسة لإنقاذ قبل أن ينتهي تماماً!