تعتبر الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو واحدة من أكثر النساء شهرة في العالم كفنانة تشكيلية، ومن بين أعظم الفنانين المكسيكيين الذين بدأوا في رسم صور ذاتية لأنفسهم.
فما من أحد لم يرَ يوماً صورة فتاة أهم ما يميّزها حاجبان متصلان وتاج من الورود أعلى رأسها، رسمت نفسها بأشكال وتجليات لا حصر لها، وقد طبقت شهرتها العالم بعد نجاح أول معارضها في باريس!
هذه الفنانة لم يخطر ببال أحد أن تنال كل هذه الشهرة بعد أن أصيبت بشلل أطفال أقعدها في الفراش لما يقارب العام وهي طفلة، لكنها نجت من مصير متردٍ بسبب تشجيع والدها لها. فريدا بدأت ترسم نفسها بعد حادث سير خطير تعرضت له وترك ندوباً بالغة العمق في جسدها وروحها ومسيرتها الفنية.
ففي العام 1925، كانت كاهلو تسافر صحبة أحد أصدقائها عندما اصطدمت سيارتهما بحافلة، كانت نتيجة الاصطدام أن دخل قضيب من الحديد في وركها وخرج إلى الجانب الآخر.
ونتيجة لذلك، أصيبت بإصابات خطيرة، بما في ذلك كسور في العمود الفقري والحوض، بعد خروجها من المشفى بدأت مرحلة رسم الصور الذاتية لنفسها.
وحين تزوجت من فنان الجداريات المكسيكي الشهير دييغو ريفيرا في عام 1929، بدأت رحلة الشهرة انطلاقاً من باريس، لكن رحلة الآلام التي مرت بها خلفت في داخلها الكثير، وتحديداً ذلك الجرح الذي لطالما كانت تخجل من أن يراه ريفيرا.
هذا الخجل الذي تحوّل بعد الزواج إلى خوف، فنحن حين نحب نخجل من عيوبنا أمام من نحب لأننا نظن أن علينا أن نكون مكتملين ومثاليين وبلا عيوب لنستحق المحبة، ثم نبدأ بالخوف من تلك العيوب خشية أن يكتشفها الحبيب فتختل المعادلة ونفقد نظرة الانبهار!
إن الألم ليس جزءاً من الحياة، بل إنه يمكن أن يصبح الحياة نفسها، كما كان في مسيرة فريدا، التي حين أسرت لريفيرا بجرحها البشع دقق في أثر تلك الندوب، وقال لها إنني أراكِ مثالية! مجدداً نتذكر مقولة شمس الدين التبريزي: إن معجزة الحب ليس في البحث عن الكمال ولكن في عشق عيوب المحبوب والقبول بها!