نشرت الممثلة المصرية (يسرا اللوزي) صورة لها تجمعها بابنتها الطفلة التي تعاني من الصمم كما جاء في حديثها عن الأمر في برنامج تلفزيوني. ولأن البعض يفتقدون أدنى شروط الحس الإنساني، ويحولون كل صورة وكل شخص وكل مناسبة لحفلة تفاهة وسخرية وتنمر دون أن يرف لهم جفن أو يفكروا ولو لثوانٍ قبل كتابة تعليقاتهم، فقد فوجئت بكائن عديم الأخلاق وغريب الأطوار من متابعيها يكتب لها: يسرا يا أم الطرشه (أي يا أم الصماء)!
فكيف تعاملت يسرا (الأم) قبل يسرا الفنانة المعروفة والشخصية المشهورة العامة، التي بلا شك حزت في نفسها وآلمتها وآذتها هذه المجاهرة المتعمدة بالإيذاء؟ لقد قالت له: (شكراً على ذوقك.. لقد قررت أن أستغل كلامك (اللطيف) كي أقدم من خلاله توعية للجمهور بخصوص هذا المصطلح (والذي يخص حالة ابنتها).
فأولاً: المصطلح الصحيح والمقبول إنسانياً وقانونياً وذوقياً هو أن هذه الفئة يطلق عليهم الصم أو ضعاف السمع، وليس «الطرش». ثانياً: أحب لكوني والدة طفلة «صماء» أن أعترف بكل تقدير وافتخار أن هذه الطفلة (الصماء) هي من علمتني أشياء كثيرة جداً وجعلتني إنسانة أفضل، وأمّاً أحسن، والسبب يعود لها، ولذلك فأنا متأكدة أنها ستكون في المستقبل إنسانة حقيقية مثقفة ومتفوقة، ولن تكون بحاجة لمساعدة أحد كي تحقق ما تحلم به.
لقد شاركت يسرا كأم لطفلة صماء في العديد من البرامج وطالبت بسن قوانين للكشف على المواليد ومعرفة إصاباتهم في وقت مبكر يسمح بعلاجهم وشفائهم، وتغيير حياتهم.
إن الإلهام الذي يقدّمه الأصم أو أي شخص من ذوي الإعاقة غالباً لا يمكن أن يأتي إلا منه هو وليس من شخص أو طفل معافى، ثم يتحول إلى قيم عميقة في حياة الأبوين والمجتمع والكثير من الأطفال، الذين سيتمكنون من الحصول على الرعاية والعلاج والدعم المبكر كي يتعلموا ويكتسبوا المهارات التي ستنقذهم من أن يكونوا عبئاً على غيرهم!
كثيراً ما يلهم الأصم المحيطين به لأنه يبرهن أن النقص في حاسة لا يلغي الطاقات الأخرى، بل أحياناً يضاعفها (مثلاً قوة الملاحظة، التركيز، أو الإبداع الفني)، وهذا الوعي يُذكّر الجميع بأن الإنسان ليس بما ينقصه، بل بما يصنعه من الموجود لديه.