حياتك .. من جديد 2-1

معظمنا تساءل أو ربما سئل هذا السؤال وإن بصيغ مختلفة مثل: لو منحك القدر فرصة أن تعيد حياتك من البداية، فهل كنت ستعيد تكرار ما سبق وعشته، أم أنك ستفكر في خيارات أخرى مختلفة تماماً؟ ولأنه سؤال يقوم على فرضية مستحيلة نجد أن معظم الناس تختار الإجابة نفسها (كنت سأعيد حياتي التي عشتها) قد تكون الإجابة محاولة ضمنية لأن يقول الناس بأنهم راضون عن حياتهم ومقتنعون بها، وقد تكون نوعاً من تصدير فكرة الرضا بالحال!
الأكيد أن كثيرين يراودهم هذا الحلم المستحيل ماذا لو عاد بنا الزمن ووجدنا أنفسنا أطفالاً في أول طريق العمر؟ قد تكون لدينا فرصة ذهبية لتغيير مصائرنا وتحويل مجرى العمر والمسارات البائسة والخاطئة والفاشلة التي وقعنا فيها والتهمت أعمارنا سدى وبلا قيمة!

وكأي إنسان فقد سئلت هذا السؤال مراراً: ماذا لو عاد بك الزمن.. هل كنت ستعيشين حياتك بنفس الطريقة؟ وتختارين نفس الاختيارات؟ أم أنك ستغيرين أشياء في مسيرتك تسببت لك في الكثير من الضرر أو حرمتك من الكثير من الفرص؟ وبعيداً عن الرومانسية والمثالية فإنني لو أن هذا المُحال يتحقق وأن أعيش حياتي من البداية، لأعيد ترتيب الخيارات والأولويات والمواقف، لأن تغيير المصير أمر قدري لا يتأتى بقرار دائماً، بقدر ما يلعب نمو الوعي ومخزون التجربة والمعرفة دوراً فيه، لكن لأعيش متعة الكثير من المواقف والتجارب ولحظات العمر التي تفلتت مني لأسباب كثيرة أو غياب الوعي والفهم والتعمق في تجربة الحياة وكيف نعيشها!

إن العمر الذي يمضي بنا ونحسب زمنه بالشهور والسنوات، لا نعيشه كله وبحذافيره وكما نريد ذلك ونتمنى في الحقيقة، ولكننا نندفع للأمام في معظم الأحوال بقوة دفع الظروف وضآلة التجربة وتأثير المحيط والأصحاب وقلة الوعي أو انعدامه، إن العمر الذي نعيشه هو ذلك الزمن الذي نعيه فعلاً ونختاره بكامل يقظتنا وفهمنا، ثم يظل كامناً فينا كأثر لا ينسى كحضارة أو كمنجز، بينما يمضى بقية العمر أياما تتلوها أيام!