من الحقائق أو التعليمات التي يتم تداولها بين مدربي الحياة وخبراء السلوك والأمهات وكبار السن وأصحاب الحكمة، وتقدم كنصائح أو خلاصات حياة للأبناء والبنات والأصدقاء، الذين يميلون كثيراً إلى تقليد الآخرين، والإصرار على مسألة الحصول على ما عند الآخرين سواء تقليد ممتلكاتهم أو امتلاك نمط حياتهم وعلاقاتهم.
يحصل هذا السعي أو الإصرار بشكل يجعل أصحابه لا يفكرون جيداً في إن كان ما يسعون إليه مناسباً لهم ولحياتهم ومستواهم أم لا، هذا من جانب، ومن جانب آخر، إن كانوا قادرين على امتلاك ما يسعون ويحلمون به، فظروفهم وإمكاناتهم المادية قد لا تسمح لهم بذلك، لكنهم لا يضعون ذلك موضع تساؤل أو تفكير في التراجع!
وكما في الممتلكات التي علينا أن نقتنع بأننا لا قدرة لنا على توفير ثمنها أحياناً، كذلك الأمر في العلاقات الإنسانية ونمط الحياة، فهناك فرق شاسع بين أن نريد، وأن نتمكن من الحصول على ما نريد. هناك أمور ليست في متناول الأيدي ولا في متناول الظروف، ولا في متناول المكانة الاجتماعية والعلمية والثقافية! هذا الإصرار قد يقود لحالة مشوهة أحياناً، لكن البعض لا يرى هذا التشويه، إنهم يرون ويهتمون بأمر واحد فقط: الحصول على تلك السيارة الفخمة، أو ذلك البيت الفاره، أو تلك الزوجة الجميلة، أو ذلك الصديق المثقف أو الثري أو ذي المكانة الكبيرة!
إن كل ما نسعى إليه ونحصل عليه لنعيش به أو معه، لا بد أن يشكل حاجة، ويسد ضرورة، ويحقق حلماً، لكن بشرط أن يحصل كل ذلك وفق إمكاناتنا قدر الإمكان، لأننا بذلك نتحقق ونحقق ما يسمى التصالح مع النفس والظروف والواقع؟ لأن لبعض العلاقات ثمناً علينا أن نتحمله وندفعه، ولبعض الممتلكات تبعاتٍ وأثماناً كذلك قد لا نكون قادرين أو مستعدين لدفعها أو تحملها، فالأمر ليس أن ترتبط بهذا الشخص، الأهم أن تقدر على تحمل أعباء ومسؤوليات ومتطلبات هذه العلاقة، وهذا الشخص!