أسرار دبي الكثيرة "2-2"

أرادت دبي أن تكون مطار العالم فكانت، وأرادت أن تكون اسماً على مسمى فحققت حلم أن تصبح إحدى أهم نقاط التواصل العالمية، بمطارين عملاقين، وميناء ضخم، وناقلة جوية تحلق في سماء التفرد دون منافس، وشبكة طرق داخلية حولت دبي إلى مدينة ضخمة رغم مساحتها الصغيرة جداً، ولقد خدمت هذه البنية التواصلية هدف دبي الثاني بأن تكون إحدى وجهات السياحة العالمية، وأن تكون السياحة واحدة من مصادر الدخل القومي للإمارة وقد كان.

لقد بنت دبي أسطوريتها على هذه الأعمدة، التي تعد التجارة ركنها الثالث، والتي لولا شبكة المواصلات ما ازدهرت وما نجحت، لذلك فإن النجاح والذكاء في بناء دبي قد بدأ مع تكامل الأسس التي قامت عليها المدينة، حيث شكلت: التجارة والمواصلات والسياحة الشرايين الأساسية، التي أخصبت الأرض، وأنعشت الحياة، وجعلت دبي أيقونة المدن، وحفرت هذا المجرى الضخم، الذي قاد منطقياً لوجود قاعدة قوية وثابتة من المعارض العالمية، التي تقيمها دبي على مدار العام تستضيف من خلالها العالم، وتعرض مختلف نتاجات العقل البشري من صناعة الشرائح المتناهية الصغر إلى صناعة الطائرات واليخوت العملاقة، ونواتج الذكاء الاصطناعي!

في مدخل إحدى قاعات مركز دبي التجاري العالمي قرأت هذه العبارة على أحد الملصقات: «نحن نستضيف العالم منذ عام 1979»، ففي ذلك العام وتحديداً في 29 فبراير من عام 1979 تم افتتاح هذا المركز، الذي عد يومها الأول من نوعه في المنطقة، وكان قد مضى على تأسيس الدولة ثماني سنوات فقط، ومن يومها ودبي تستضيف العالم وتتواصل معه، وتبني أسطورتها الخاصة، حتى تحولت إلى ما أصبحت عليه اليوم: اسم لا يخطئه لسان، ولا يجهله أحد، وعندي يقين بأنها إحدى أكثر أسماء المدن تداولاً وشهرة وشيوعاً في العالم!

لقد منحت دبي اسمها وقيمها لكل مهمة وعمل ومشروع في كل مجال: في البناء كما في التجارة، وفي عالم التسوق والسياحة كما في عالم الإعلام والفنادق، حيث أعادت صياغة مفهوم تحدي الأزمات، والتعامل مع الوقت وتوظيفه، وجعلت معايير التميز معياراً أول لكل خدمة تقدم باسمها، إن التفرد والتميز واحد من أسرار دبي الكثيرة.