الميدان التربوي يتفاعل مع رسالة رئيس الدولة في انطلاق العام الدراسي الجديد

خلال فعالية ترحيبية في اليوم الدراسي الأول
خلال فعالية ترحيبية في اليوم الدراسي الأول

شهد الميدان التربوي في مختلف مدارس الدولة، أمس، تفاعلاً واسعاً مع الرسالة الصوتية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي هنأ فيها الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد، حيث تم عرض الرسالة في المدارس عبر الشاشات في الفصول والمسارح.

وعبّر التربويون والطلبة عن اعتزازهم برسالة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، التي ركّزت على القيم، والهوية الوطنية، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والاستفادة القصوى منه بوعي ومسؤولية، والتعاون بين الأسرة والمدرسة.

مؤكدين أن هذه التوجيهات تجعلهم أكثر حرصاً على الالتزام بالقيم والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتعزز شعورهم بأنهم جزء أساسي من مسيرة التنمية في الدولة، كما تمنحهم حافزاً كبيراً مع بداية العام الدراسي.

وأوضح التربوي الدكتور عبداللطيف عبدالله السيابي، أن وصية صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بالتحلي بالأخلاق والاعتزاز بالهوية الوطنية واللغة العربية، تُعد منطلقاً أساسياً لنجاح العملية التعليمية.

وأن التعليم لا يكتمل بمجرد نقل المعرفة، بل يحتاج إلى أن يكون موجهاً بالقيم التي تضمن استقامة السلوك، وترسخ في نفوس الطلبة الانتماء لوطنهم والاعتزاز بثقافتهم. وبيّن أن هذا النهج هو ما يميز التعليم في الإمارات ويمنحه طابعاً خاصاً يقوم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وأضاف أن القيم التي دعا إليها سموه يجب أن تكون جزءاً من الممارسات اليومية في المدارس، سواء عبر الأنشطة الصفية أو المبادرات اللاصفية التي تغرس في الطلبة روح التعاون والاحترام والتقدير. وأن المعلم حين يترجم هذه القيم إلى مواقف عملية أمام طلبته يصبح قدوة حقيقية، فيتأثرون به أكثر مما يتأثرون بأي نص مكتوب في المناهج.

وأشار إلى أن الالتزام بالأخلاق والهوية لا يقتصر على حدود المدرسة، بل يمتد إلى المجتمع بأسره، «فالطالب الذي يتربى على هذه المبادئ يصبح مواطناً صالحاً يساهم في التنمية ويواجه التحديات بثقة وثبات»، معتبراً أن رسالة القيادة هي بمثابة خريطة طريق تضمن أن تبقى الهوية الوطنية البوصلة التي توجه سلوك أبنائنا جيلاً بعد جيل.

محطة فارقة

وأكدت المعلمة نعيمة عوض أن توجيه سموه بالاهتمام بالذكاء الاصطناعي والاستفادة القصوى منه بوعي ومسؤولية، يشكل محطة فارقة في مسيرة التعليم، وأن العالم يشهد ثورة تكنولوجية متسارعة، ومن الضروري أن يكون طلبة الإمارات في طليعة المتعاملين مع هذه التقنيات بروح واعية تعي حدود الاستخدام الصحيح وأهدافه التعليمية.

وأضافت أن المدارس مطالبة اليوم بأن تقدم برامج نوعية تُعرّف الطلبة بفرص الذكاء الاصطناعي، وتوضح لهم في الوقت نفسه مخاطره، حتى لا يتحول من أداة للتعلم إلى وسيلة للانشغال أو التشتت.

مشيرة إلى أن الاستخدام المسؤول يعني أن يكون لدى للطالب وعي يرشده في التعامل مع التكنولوجيا، فيستفيد منها في البحث والابتكار بدلاً من أن يستهلك وقته في جوانب لا يشكل أي إضافة لقيمته العلمية.

وبيّنت أن كلمة القيادة تُحمّل الإدارات المدرسية مسؤولية كبيرة في دمج التكنولوجيا ضمن المناهج والأنشطة بطرق مبتكرة وآمنة، بما يفتح أمام الطلبة آفاقاً جديدة للإبداع، مؤكدة أن هذا التوجيه ينسجم مع رؤية الإمارات للتحول الرقمي، ويجعل من المدرسة بيئة محفزة على استخدام الذكاء الاصطناعي في مسارات تخدم المستقبل وتواكب تطلعات الدولة.

ومن جانبها قالت المعلمة شيخة الزيودي إن تركيز سموه على التعاون بين الأسرة والمدرسة يعكس إدراكاً عميقاً لطبيعة العملية التعليمية، وإن الطالب لا يمكن أن يحقق نجاحاً حقيقياً إذا لم يجد انسجاماً بين ما يتلقاه في البيت وما يعيشه في المدرسة، مؤكدة أن هذه العلاقة التشاركية هي الضمانة الأساسية لبناء شخصية متوازنة قادرة على الجمع بين المعرفة والسلوك القويم.

وأضافت أن الأسرة يجب أن تكون داعماً رئيسياً للمناهج الدراسية، فهي التي تتابع الأبناء وتغرس فيهم القيم، بينما تعمل المدرسة على تطوير مهاراتهم وتوسيع معارفهم.

معتبره أن نجاح العملية التعليمية يتطلب جسوراً مفتوحة من التواصل المستمر بين أولياء الأمور والمعلمين، حتى يكون الجانبان شركاء حقيقيين في رسم مسار الطالب.

وأشارت إلى أن رسالة القيادة دعت بوضوح إلى تكامل الأدوار، وهو ما يعني أن المدرسة لا يمكنها أن تنجح وحدها، والأسرة لا تستطيع أن تقوم بالمهمة بمفردها، وإنما بتضافر الجهود يتحقق النجاح. وختم بأن هذا التوجيه يحمل بُعداً مجتمعياً عميقاً، إذ يربط التعليم بمسؤولية جماعية تتشارك فيها كل الأطراف لبناء جيل المستقبل.

رسالة بليغة

ومن جهتها أشارت المعلمة مريم أبو حجير، إلى أن وصية سموه للمعلمين والمعلمات بأن أبناء الوطن أمانة لديهم تمثل رسالة بليغة تعكس المكانة الرفيعة لدور المعلم في المجتمع.

وأكدت أن هذه الأمانة ليست مجرد نقل معلومات أو شرح دروس، بل هي مسؤولية في غرس القيم وصناعة الإنسان الذي يتحلى بالأخلاق والعلم معاً.

وأضافت أن هذه التوجيهات تحفز المعلمين على تطوير أنفسهم باستمرار، لأن الأمانة التي يحملونها تتطلب مواكبة كل جديد في أساليب التعليم والتربية. وأوضحت أن المناهج ينبغي أن تتحول من محتوى جامد إلى منظومة متكاملة تُرسخ الهوية الوطنية وتدعم شخصية الطالب، ليخرج من المدرسة وهو قادر على مواجهة الحياة بثقة ومعرفة.

وبيّنت أن كلمة سموه منحت دفعة معنوية كبيرة للميدان التربوي، فهي بمثابة تكريم للمعلم الذي يضطلع بدور محوري في بناء الأجيال. وأكدت أن التعليم في الإمارات يقوم على شراكة قوية بين القيادة والمعلم، وأن هذه الثقة هي أعظم دافع للمعلمين لمواصلة العطاء بروح من المسؤولية والإخلاص.

وفي السياق ذاته أشار عدد من الطلبة إلى أن أكثر ما لفت انتباههم هو دعوة سموه إلى الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، موضحين أن هذا التوجيه جعلهم يدركون أن التقنية ليست للتسلية فقط، بل وسيلة للتعلم والابتكار. وأكدوا أنهم تفاعلوا مع الكلمة داخل مدارسهم بالتصفيق والنقاش، مع رغبة كبيرة في المشاركة بأنشطة تعكس القيم التي شدّد عليها سموه.

المدارس استهلت العام الدراسي برسالة سموه الصوتية وبثتها عبر الشاشات ليستمع إليها الطلبة والمعلمون

وصية سموه بالتحلي بالأخلاق والاعتزاز بالهوية واللغة العربية منطلق أساسي لنجاح العملية التعليمية