نتانياهو لسكان غزة: غادروا الآن

دبابات تشق طريقها على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة
دبابات تشق طريقها على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة

تفاعل ملف غزة على نطاق واسع في ظل استمرار إسرائيل في تدمير الأبراج، ففيما أطلق رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو تحذيراً للسكان بقوله: غادروا الآن، أعلنت تل أبيب قبولها المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار بما يشمل إطلاق سراح الرهائن، وتخلي حماس عن السلاح.

وبينما شددت مصر على التزامها بمواصلة دورها المحوري في الوساطة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، نشبت أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وإسبانيا على خلفية قرار مدريد فرض حظر على توريد الأسلحة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن على سكان مدينة غزة مغادرتها فوراً. وقال نتنياهو في كلمة مصورة: خلال يومين دمرنا 50 برجاً، وهذه مجرد البداية للعملية البرية المكثفة في مدينة غزة.

أقول للسكان: لقد تم تحذيركم، غادروا الآن.. كل هذا مجرد مقدمة، بداية، للعملية الأساسية المكثفة، المناورة البرية لقواتنا التي تقوم الآن بتنظيم صفوفها والتجمع لدخول مدينة غزة.

كما قالت إسرائيل، إنها ستكثف غاراتها الجوية على غزة في إعصار مدوٍ. وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس على إكس: اليوم سيضرب إعصار مدوٍ سماء مدينة غزة، وأسقف أبراج الإرهاب ستتزلزل.. هذا هو الإنذار الأخير: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا السلاح - وإلا فغزة ستدمر وأنتم ستبادون.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، هدم مبنى إداري من 12 طابقاً في مدينة غزة، بعد 90 دقيقة من تحذير السكان بإخلاء المنطقة. وصرح الجيش الإسرائيلي، بأن 4 من جنوده قتلوا في شمال قطاع غزة حيث تكثف قواته عملياتها العسكرية. ونشر الجيش أسماء ثلاثة من الجنود، بينما لم يكشف اسم الرابع.

إلى ذلك، قالت إسرائيل، إنها قبلت اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص بوقف إطلاق النار في غزة. وأكد وزير الخارجية جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المجري في بودابست، أن إسرائيل مستعدة لقبول اتفاق شامل لإنهاء الحرب، يشمل إطلاق سراح الرهائن وإلقاء حركة حماس لسلاحها.

على صعيد متصل، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التزام بلاده بمواصلة دورها المحوري في الوساطة بين الأطراف المعنية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر، للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع والإفراج عن الرهائن والأسرى، تمهيداً لإحياء العملية السياسية وتحقيق سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط.

وشدد السيسي، خلال لقائه، أمس، مع الفريق أول براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية على أن الجهود المصرية تهدف إلى تحقيق تهدئة شاملة وخفض التوتر في المنطقة.

تحرك دولي

وفي جنيف، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن قلقه إزاء خطاب الإبادة الصادر عن المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة، محذراً من أن القطاع تحول إلى مقبرة، وداعياً إلى تحرك دولي حاسم لإنهاء المذبحة.

وانتقد تورك لدى افتتاح الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشدة القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل في غزة، قائلاً: القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وما تسببه من معاناة لا توصف وتدمير شامل، ومنعها دخول المساعدات الكافية لإنقاذ الأرواح.

وما يترتب عن ذلك من تجويع للمدنيين، وقتلها للصحافيين وموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات غير الحكومية وارتكابها جرائم حرب متتالية، كلها أمور تصدم ضمير العالم. بدورها، قالت الناطقة باسمه رافينا شامداساني، إن مسؤولين إسرائيليين كباراً يطلقون كثيراً من التصريحات الصادمة واللا إنسانية، متطرقة إلى تصريحات أدلت بها وزيرة حماية البيئة عيديت سليمان التي قالت إن الحل الوحيد لقطاع غزة هو إفراغه من سكانه.

رفض قاطع

في الأثناء، أعرب وزراء خارجية اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة، عن رفضهم القاطع للتصريحات الصادرة عن إسرائيل بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه المحتلة منذ عام 1967 تحت أي ذرائع أو مسميات.

وأدان الوزراء، في بيان، السياسات والممارسات الإسرائيلية الرامية إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه من خلال توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفرض الحصار والتجويع كأدوات حرب، والاستهداف المتكرر للمدنيين والبنية التحتية المدنية، والسعي إلى إطالة أمد النزاع وتوسيع نطاقه بما يشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

وجددوا إدانتهم للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، وعنف المستوطنين، وهدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي، مؤكدين ضرورة الوقف الفوري للانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني من قبل إسرائيل.

تصعيد متبادل

في السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن فرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل ضمن جهود من أجل وقف الإبادة الجماعية في غزة، على حد تعبيره. وتتضمن الإجراءات التسع، التي دخلت حيز التنفيذ على الفور، حظر سفر بالنسبة للأشخاص المتورطين بصورة مباشرة في ما أسماه مذبحة.

وردت إسرائيل على العقوبات التي فرضتها إسبانيا عليها بفرض حظر على دخول وزيرتين بالحكومة الإسبانية إلى إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز يحاول تحويل الانتباه عن فضائح الفساد التي تؤثر على حزبه الاشتراكي، ووصف إجراءات حكومة مدريد بأنها معادية للسامية.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، استدعاء سفيرتها في إسرائيل للتشاور. وجاء في بيان «إن وزارة الخارجية استدعت سفيرة إسبانيا في تل أبيب للتشاور في مواجهة الافتراءات حيال إسبانيا والإجراءات غير المقبولة حيال اثنين من أعضاء الحكومة».

السيسي يؤكد التزام مصر بدور الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار

الأمم المتحدة تحذرمن تحوّل غزة إلى مقبرة وتدعو إلى تحرك حاسم لإنهاء المذبحة

أزمة دبلوماسية بين تل أبيب ومدريد على خلفية قرار إسبانيا حظر توريد الأسلحة