لطالما اعتاد طهاة المنازل على إضافة رشة ملح إلى الماء عند سلق البيض، معتقدين أن هذه الخطوة تُسهّل عملية تقشير القشرة بعد الطهي. لكن العلم الحديث يكشف أن هذا الاعتقاد ليس دقيقًا، وأن فائدة الملح تكمن في أمر آخر تمامًا، بعيدًا عن تسهيل التقشير.
وأظهرت دراسة حديثة أن الملح لا يجعل تقشير البيض أسهل كما يُشاع، بل تكمن فائدته في منع تسرب بياض البيض عند تشقّق القشرة أثناء الغليان. فالأيونات الموجودة في الملح، مثل الصوديوم، تسرّع تخثّر بروتينات البياض، مكوّنة ما يشبه «سدادة طبيعية» تمنع انسكاب البياض، لتكون النتيجة بيضة أكثر نظافة وسلامة حتى عند حدوث أي شرخ بالقشرة. هذه العملية الكيميائية الدقيقة تجعل الملح أداة مهمة للطهاة، لكنها لا تحل محل الممارسات الأساسية لسلق البيض بشكل صحيح.
وتحدد ثلاثة عوامل رئيسية مدى سهولة تقشير البيض بعد السلق، وهي عمر البيضة، ودرجة حرارة الماء عند الطهي، وغمرها فورا في حمام بارد بعد الانتهاء. فالبيض الذي تتراوح أعمار بيضاته بين 7 و10 أيام يُعتبر الأمثل للتقشير، إذ تصبح البروتينات داخله أقل التصاقا بالقشرة نتيجة انخفاض محتوى ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة الحموضة الداخلية تدريجيا، مما يضعف الروابط بين البياض والغشاء المبطن للقشرة.
كما يلعب بدء السلق في ماء مغلي دورا مهما في تقليل التصاق البياض بالقشرة، بينما يضمن تبريد البيض مباشرة في ماء مثلج انكماش البروتينات وفصلها عن الغشاء المبطن للقشرة، لتصبح عملية التقشير سهلة، سريعة، وأكثر متعة. هذه الخطوات تضمن أيضًا الحفاظ على شكل البيضة ومظهرها المثالي، وهو أمر مهم للطهاة والمحترفين في المطابخ المنزلية والمطاعم على حد سواء، وفقا لموقع "dailygalaxy".
خلصت الدراسة إلى أن الملح ليس وسيلة لتسهيل تقشير البيض، بل إجراء وقائي يقلل من تسرب البياض ويحافظ على سلامة البيضة عند حدوث أي تشقّق طفيف. وبالتالي، يمكن للملح أن يجعل عملية الطهي أنظف وأسهل، لكنه لا يغيّر حقيقة أن عوامل مثل عمر البيضة ودرجة الحرارة واتباع بروتوكول السلق الصحيح هي الأكثر تأثيرًا على سهولة التقشير.
