حيث بدأنا نشهد طغيان المسرح النثري على الخشبة وحواراتها، إلى درجة بات البعض معها لا يتصور أي علاقة بين الشعر والمسرح، والأهم بدا الأمر كما لو أن المسرحيين تخلوا عن الشعر ولم يعودوا بحاجة إليه، وأن الشعراء زهدوا بالمسرح ولم يعودوا يكترثون به.

وهذه مفارقة كبيرة برأيه لأن المسرح «أبو الفنون» وفيه تمتزج كل الفنون الأخرى وتنصهر بداخله، كي يتم إنتاج فن آخر هو فن المسرح، ويشدد:
«لا بد من التعاطي مع الفنون والآداب الأخرى التي تشكل عناصر المسرح كلها، لا يمكن أن يكون لدينا قدرة على تقديم مسرح جميل دون أن تكون لدينا علاقة بالفن التشكيلي ومعرفة بمدارسه، كما أن هناك ما يتعلق بالذائقة السمعية، فلا بد أن يكون لدينا فهم بالموسيقى، وكذلك قدرة على فهم الشعر، وكيفية صياغة المفردات».
وأكد أن المسرح قارئ جمعي يقرأ باسم الجمهور، وهو يقرأ الموسيقى والشعر والأدب والرواية والقصة ومختلف الفنون والإبداعات، والمسرح الجيد هو الذي يقدم قراءاته المتنوعة في كل هذه الفنون والألوان الإبداعية على الخشبة، وخصوصاً الشعر، مضيفاً: «في رأيي الشخصي الشعر هو الحالة المتقدمة في الأدب».

وهذا يجب ويمكن أن يحصل مع الألوان الإبداعية الأخرى، مثل القصة والرواية، فالاستفادة متحصلة وإن لم تتم ترجمتها في أعمال إبداعية، فالمسرحيون بثقافتهم وذائقتهم متأثرون بالشعر وغيره بحكم قراءاتهم».

«المسرح عموماً يستهوي الشعراء لأنه يقوم على الحوار والسرد معا، السرد إلى حد ما والحوار بمقدار أكبر بكثير، والكثير من الشعراء سرديون في نصوصهم، ويجب ألا ننسى أن المسرح عند اليونان والرومان والثقافات القديمة كان هو الشعر.
لذا فإن علاقة الشعر بالمسرح علاقة تاريخية تأسيسية». وحول استفادة المسرح الإماراتي من الشعر أكد أنه يود لو يرى المسرح يستفيد من المنجز الإبداعي في الإمارات، في القصة والرواية وليس فقط من الشعر.
مستذكراً مجموعة من الأسماء الأدبية الإماراتية التي يرى أنها جديرة بلفت الاهتمام المسرحي، مثل عبدالحميد أحمد، وسلمى مطر سيف، وناصر الظاهري، وإبراهيم مبارك، وسالم الحنكي، وناصر جبران، وعلي أبو الريش، قائلاً إن كل هذه الأسماء قدمت إبداعات يمكن أن تثري المسرح الإماراتي.

حيث ترى أنه شاعر مبدع وهو ابن التجربة المسرحية أصلاً ولد فيها وعاشها، وخبر جوانبها من تمثيل وكتابة وغيره، لافتة إلى أن العلاقة بين الشعر والمسرح لم تعد قسرية، فهما أصبحا لونين إبداعيين مستقلين ولكن يمكن لكل لون منهما أن يستفيد من الآخر دون أن يستسلم له.