ووجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء المنعقد بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة اليوم الخميس، جميع الوزارات والجهات المعنية، بالاستمرار في استكمال الترتيبات الخاصة بافتتاح المتحف المصري الكبير.
وتجهيز الاستعدادات الفنية والتنظيمية للمتحف والمنطقة المحيطة به، وذلك لضمان خروج الافتتاح بالشكل اللائق أمام الوفود المشاركة والزائرين، وذلك بعد اعتماد الموعد من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي. في الأول من نوفمبر القادم.
وأوضح أن افتتاح المتحف المصري الكبير سوف يشهد حضورا رسميا مميزا من العديد من بلدان العالم، كما سيتضمن تنظيم عدد من الفعاليات المصاحبة، خاصة أن المتحف يمثل صرحا حضاريا وثقافيا وسياحيا عالميا يبرز عظمة إرث الحضارة المصرية.
ومن جانب اخر فقد بلغت التكلفة الإجمالية للمتحف المصري الكبير حوالي 1.2 مليار دولار أمريكي، تم تمويله بشكل رئيسي عبر قروض يابانية ومساهمات من الحكومة المصرية، وتم اعلان بداية المشروع في عام 1992.
ومنذ ذلك الحين، واجه المشروع العديد من التحديات والصعوبات، بدءًا من جائحة كورونا، ومرورًا بثورات الربيع العربي، والصراعات الاقليمية، وصولًا إلى التحديات التمويلية واللوجستية، وأخيرًا الحرب الجديدة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران.
وكان من المقرر أن يفتح أبوابه في الثالث من يوليو، لكنه الآن، وفقًا لوزارة الآثار المصرية، تأجل إلى وقت لاحق من العام الجاري، وتحديدًا خلال الربع الأخير من 2025، وجاء والقرار ان يكون الافتتاح في الأول من نوفمبر بعد اعتماد الموعد من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى أن التأجيل جاء بسبب "التطورات الإقليمية الراهنة"، في إشارة غير مباشرة إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 24 يونيو إثر تدخل أمريكي.
وقال مدبولي: "رأينا أنه من الأنسب تأجيل هذا الحدث الضخم، كي يحظى بالزخم العالمي المناسب." وكان من المقرر أن يغلق المتحف أبوابه ايضا في 15 يونيو، استعدادًا للافتتاح الكبير المقرر على مدى ثلاثة أيام.
وكان من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير في الثالث من يوليو 2025، في الذكرى الـ 12 لثورة الثالث من يوليو التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل محمد مرسي، لكن الحكومة المصرية أعلنت في 14 يونيو 2025، إرجاء افتتاح المتحف على خلفية "تطورات الأحداث الإقليمية".
وبدأ التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير في أكتوبر 2024، ويقام المتحف الذي يضم 12 قاعة عرض على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ليكون بذلك أكبر متحف في العالم خصص لحضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة.
ويحتوي المتحف على 100 ألف قطعة أثرية، من بينها خمسة آلاف قطعة تخص الملك توت عنخ آمون ستعرض كاملة لأول مرة.
وتعول مصر كثيرا على افتتاح المتحف لإنعاش الحركة السياحية الوافدة إليها، حيث تعد السياحة إحدى أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.
وبلغت إيرادات مصر السياحية 15.3 مليار دولار خلال العام 2024، الذي زارها فيه 15.8 مليون سائح.
