القهوة والأدب العربي.. علاقة وثيقة عبر الزمن

تُعد القهوة أكثر من مجرد مشروب؛ فهي رمز ثقافي وتاريخي عميق في العالم العربي عبر العصور، بدءاً من نشأتها في اليمن وصولاً إلى تأثيرها الواسع في المجتمعات المختلفة، وفي حوار خاص مع «البيان»، يستعرض ماجد عدنان الأهدل، المهندس والباحث المتخصص في التاريخ الثقافي، الأبعاد الاجتماعية للقهوة، والعلاقة الوثيقة بين القهوة والأدب العربي.

وحول حضور القهوة كمشروب تقليدي، يقول ماجد: «في نهاية القرن الثامن الهجري تم استخدام القهوة كمشروب في اليمن، حيث كان يُستعمل لإبعاد النوم وتعزيز القدرة على السهر. تاريخياً، كانت القهوة معروفة في إثيوبيا، حيث تُؤكل مع الزبد، ودخلت الهند على يد الحاج بابا بودان، وسعت هولندا وفرنسا بعد ذلك لاستزراع البن وانتشاره، ما أدى إلى انتشار زراعة البن في مناطق جديدة، بما في ذلك البرازيل».

ويشير ماجد إلى أن القهوة انتقلت من اليمن إلى مكة المكرمة عبر الحجاج، وكان القرن العاشر الهجري هو الأبرز من حيث الفقه والأدب حول القهوة، متابعاً: بدأت القهوة تُعتبر مشروباً عربياً وإسلامياً، وانتشرت بعد ذلك في تركيا ومن ثم إلى أوروبا. وأصبحت المقاهي فضاءات عامة للنقاش حول القضايا الاجتماعية والسياسية.

ويضيف: إن كثيراً من مؤلفات الأدب العربي تحدثت عن القهوة وتاريخها من بين الكتاب الأوائل الذين تناولوا القهوة كان الشيخ محمد بن سعيد الطبري، والشيخ أحمد الكازروني .. بالإضافة إلى ذلك، أشار الشيخ فخر الدين المكي الشافعي في رسالته «إثار» إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالقهوة، ولقد أثرت القهوة في الأدب العربي بشكلٍ عميق، حيث استخدمها الكتاب كرمز للتواصل الاجتماعي والترابط بين الأفراد.

ويردف: في كثير من الأحيان، كانت تعتبر القهوة مرادفاً للضيافة والكرم، ما جعلها موضوعاً شائعاً في الشعر والنثر. كما ساهمت القهوة في تشكيل ثقافة المقاهي، التي أصبحت أماكن للتجمع والتبادل الفكري، ما جعلها نقطة انطلاق للعديد من الحوارات الأدبية.