قدّم أسبوع دبي للتصميم، المهرجان الإبداعي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، الذي اختُتمت فعالياته أخيراً، مسارات جديدة في مجالات الهندسة المعمارية وتصميم المنتجات والأثاث والديكور الداخلي، بهدف تسليط الضوء على المواهب المميزة في المنطقة.
وفي هذا العام احتفى «الأسبوع» بحزمة من الأفكار الأصيلة، التي تنبئ عن مسارات واعدة في هذه المجالات، وكثير منها جاء بتوقيع جيل جديد من المواهب المحلية، التي سجلت حضورها من خلال مشاريع ومشاركات مبتكرة، تعتمد إبراز التراث ومفاهيم الاستدامة.
تصاميم متفردة تنبئ بمواهب واعدة
«البيان» جالت في أروقة جناح الإمارات بالمعرض، وتعرفت إلى مجموعة من المشاركات الواعدة، وتحدثت إلى مصمميها حول المشاريع ومشاركاتهم في «الأسبوع».
في البداية، التقينا بروضة الشامسي، مهندسة داخلية، تمتلك خلفية فنية، ومتخصصة في إنشاء المساحات والمنتجات بطريقة فنية، وهي مشاركة مواظبة في المعرض، فقالت: «اشتركت في الحدث بقطعة فنية تحمل بعداً هندسياً، مع صانعة زجاج، صممت قطعة الزجاج المطلوبة.
وتحكي هذه القطعة عن أثر الرياح في الصحراء، وهو أثر معقد. وأحببت أن أحتفظ بهذه اللحظة وقتاً، والنتيجة النهائية للعمل جاءت من خلال ثلاث قطع من الزجاج. وكل قطعة فريدة من نوعها».
وأوضحت: « أخذ النموذج الأولي مدة أطول؛ فقد استغرق التصميم عاماً كاملاً، أما تنفيذه فاستغرق نحو شهرين. وقد تطلب ذلك جولات في الصحراء والشواطئ والبحر، ولا سيما أن الإلهام أتى كذلك من هذه البيئات. هذا إضافة إلى الرسومات والتخطيطات ونماذج الـ(ثري دي والطباعة ثلاثية الأبعاد)، وغير ذلك».
رنيمة الحلقي
من جهتها، أوضحت الفنانة رنيمة الحلقي، غرافيك ديزاينر، أنها تشارك بمنتج اسمه «ستر كارافان»، تجتهد من خلاله في إعادة إحياء التراث، وتمزج فيه «العريش» بحكايات الجدة، التي تمثل الذاكرة.
وقالت: «هذا المزيج من الذكريات والقصص والحكايات، يتم تقديمه في بيئة تراثية هي (العريش). استغرق مني إنجاز المشروع شهراً كاملاً، ولكنه مشروع يستكشف إمكانيات الألوان المختلفة من الفنون لدى مزجها في مشروع فني واحد».
أما آمنة بن بشر، فتشارك في المعرض بقطعة اسمها «وصل»، وتقول: «قد أحببنا أن ندمج فكرة الترابط والوصل بالقطعة التي نشارك بها، وهي قطعة تتكون من رفوف مختلفة، على ارتفاعات متباينة.
كما أن فيها قطعاً تربط بين مستوى وآخر، وهذا كناية عن دبي، التي هي اليوم مدينة فيها عادات وتقاليد وثقافات مختلفة، وفيها كذلك مشاريع تمثل إضافة لثقافة الإمارات ودبي، وهذه القطع تجسد ثقافتنا وثقافة دبي. وبنفس الوقت دمجنا تقنية سعف النخل في هذا المشروع بعد تلوينه بأصباغ محلية. واستخدمنا الكركم للحصول على اللون الأصفر.
وهو اللون الذي يمثل الصحراء والرمال، كما أضفنا الحبال، التي تمثل الترابط الذي يتمتع به مجتمع الإمارات. وهذه تجربة جديدة بالنسبة لنا، فالعام الماضي خضنا تجربة مع اللون الأزرق، الذي أنتجناه من «النيلة».
استكشافات
زين حاج علي
وتشارك زين حاج علي، مصممة، بقطعة أثاث فريدة، وتقول: «أشارك بطاولة تم تصميمها دون استخدام مسامير أو مواد لاصقة، بحيث يتم الاعتماد على الخشب نفسه وتوافق مفاصله المصممة لتركيب قوي وموثوق.
ويقدم هذا النموذج فرصة للبحث عن خيارات تقلل الكلفة، وتؤمّن الاستدامة، وتحفظ الجودة، وضمان مستوى من الرقي والإبداعية في المنتجات، كما أنها تمتاز بالصفة الشخصية بحيث يستطيع كل شخص أن يجعلها باللون الذي يريحه ويفضله».
وفي السياق ذاته، تقول دينا عجلان، المصممة التي تسجل مشاركتها الثالثة هذا العام: «المادة التي حاولنا أن نستكشفها في هذه الدورة هي «الخوص» واستخدامه في عملية الترصيع. وهذا في سياق تقنية جديدة، نستخدم فيها مواد طبيعية في مجال التلوين.
وهذا العام استخدمنا ألواناً طبيعية للخوص نفسه، كما وقع خيارنا على اللون الأصفر الذي يرمز للحيوية والثقافة والتواصل، واستخدمنا اللون الأحمر المستخرج من الكركديه والرمان.
وهكذا جاءت مساهمتنا من خلال صنع خلفيات للوحات أعدها الفنان شفيق مكاوي باستخدام الذكاء الاصطناعي. ونحن أضفنا عليها الخلفيات المصنوعة من الخوص الملون».
شفيق مكاوي
ويقول الفنان والمصمم شفيق مكاوي: «أشارك في عمل اسمه (دار فريم)، ويتعلق بالزخارف في بيئة الحياة، ولا سيما البيوت. ويسعى إلى تحقيق مفاهيم الاستدامة وتأمين البصمة الشخصية للمستخدم، الذي يستطيع أن يكيف الرسومات ويبدلها بما يتوافق مع مزاجه، أو رغبته في التجديد المستمر.
وقد تعاونت في تحقيق هذا المشروع مع طاقات شابة واستوديوهات متعددة مختصة بجوانب معينة من الأعمال، مثل الخوص، وأرى أن هذا المشروع يمثل توجهاً مستقبلياً، يحمل آفاقاً واعدة».