مقتنيات نادرة في دبي تسرد حكايات التاريخ وتشع بسحر الذكريات

تحف فريدة ومعروضات بديعة، تتوقف عقارب الزمن عند مشاهدتها، لتفسح المجال أمام عبق الماضي وحكاياته المفعمة بسحر الذكريات، فما بين مصاحف تاريخية تسرد مراحل تطور الخط العربي، ولوحات مركبات تحمل بين طياتها قصصاً شائقة، ونفحات من زمن الفن الأصيل، ينسج الهواة والمقتنون خيوطاً من الإبداع تأسر القلوب وتأخذ الألباب، وتفوح بروائح الشغف والندرة.

وفي الدورة السابعة من معرض الإمارات للهوايات والمقتنيات الخاصة الذي اختُتم أخيراً في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، كان لـ«البيان» جولة ولقاءات أضاءت خلالها على مقتنيات نادرة وكنوز نفيسة هي بمنزلة وثائق تسرد تفاصيل متألقة في التاريخ، وذكريات فنية خالدة لشخصيات حفرت أسماءها في الذاكرة.

يوضح الخطاط علي عبدالله الحمادي، الذي شارك في المعرض بمقتنيات خاصة من المصاحف التاريخية النادرة وأدوات الخط العربي، أن بعض تلك المصاحف يرجع تاريخها إلى أكثر من نحو 850 سنة، مشيراً إلى أن أدوات الخط المعروضة، التي تشمل مقالم ومحابر وأقلاماً من مختلف أنحاء العالم، لا تزال مستخدمة منذ مئات السنين.

واستعرض الحمادي، ضمن مجموعته النفيسة، «مصحف الألفي» الذي كُتب في الهند إبان القرن الخامس عشر الميلادي، والتزم كاتبه الابتداء بحرف الألف في كل سطر، ورسم البسملة 114 مرة مختلفاً بعضها عن بعض من حيث الشكل والخط، مبيناً أن وراء هذا الإنجاز الإبداعي نسباً وحسابات دقيقة تضاف إلى فطنة الخطاط ومهارته وذكائه.

ووثق أحمد سيف الحساوي، جانباً من تاريخ إمارة أم القيوين، من خلال مقتنياته التي تسرد مراحل تصميم لوحات أرقام المركبات ما قبل الاتحاد، موضحاً أن مجموعته تشتمل على لوحات الشرطة من 1967 حتى السبعينيات.

ويشير الحساوي إلى أن مقتنياته، التي تتضمن أيضاً ملكيات السيارات القديمة، ترصد طريقة صرف أرقام اللوحات في أم القيوين بدءاً من نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، مستعرضاً وثائق نادرة تكشف كيفية منح القضاة أرقاماً حكومية مميزة تضفي هيبة على شخصياتهم ومكانتهم الجليلة في المجتمع.

«كوكب الشرق»

ويلفت جمال جمعة حبش، المستشار في متحف دار الزين، إلى أن مشاركته هذا العام في معرض الإمارات للهوايات والمقتنيات الخاصة كانت مخصصة للمقتنيات المتعلقة بشخصية المطربة المصرية أم كلثوم، مشيراً إلى أن المتحف يزخر بالكثير من المقتنيات المتنوعة، إلا أنه أراد أن يضفي على مشاركته لوناً جديداً وطابعاً متميزاً.

ويذكر حبش أن بين هذه المقتنيات كتباً قديمة تتناول أعمال الفنانة الراحلة وتظهر عليها آثار الزمن، وأسطوانات يرجع تاريخها إلى نحو 40 سنة، وأشرطة وتحفاً وصوراً تاريخية، مؤكداً أن الهدف من عرض ذلك كله إبراز قيمة الإبداع الذي قدمته «كوكب الشرق»، وتعريف الأجيال الجديدة بهذا التراث الفني الأصيل.

هرم الفن

ويشير محمد حمد الجنيبي، إلى أن إعجابه الشديد بشخصية الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي يُعدّ هرم الفن الخليجي وأحد أعلام الفن العربي، دفعه إلى جمع مقتنيات عدة متمحورة حول إبداعه المتألق، حاكياً كيف التقى به قبل 3 سنوات من وفاته، وربطتهما صداقة كُلِّلت بزيارات متبادلة.

واستعرض الجنيبي مقتنياته التي تتنوع بين صور وأشرطة مسلسلات وكتب وملصقات وأعداد قديمة من الصحف والمجلات تروي جميعاً سيرة الفنان الراحل ومسيرته الإبداعية الرائعة، لافتاً إلى أن بينها سجادة منسوجة بإتقان أهديت إليه من أحد الأصدقاء الذين تجمعهم محبة تلك القامة الفنية الكبيرة.