تحدي القراءة العربي.. منارة ثقافية تثري وتلهم مسارات تطور مجتمعاتنا

رسّخت مبادرة تحدي القراءة العربي في دورة العام 2025، مكانتها وأدوارها الحيوية الخلاقة في تعزيز وإثراء مقومات استئناف الحضارة العربية، مجسدة في حصادها وثمارها هذا العام، رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إذ يحرص سموه، منذ إطلاقها في العام 2015، على جعلها رافعة حيوية لنشر الثقافة والمعرفة في عالمنا العربي، وتمكين إسهامها النوعي في التنمية والتطور.

وقد حققت المبادرة في دورة هذا العام (التاسعة)، أرقاماً قياسية، وإنجازات متميزة على صعيد ترسيخ ثقافة القراءة في نفوس الأجيال الجديدة، والاهتمام باللغة العربية، مؤكدة منزلتها وقيمتها بوصفها رافداً حيوياً للمعرفة والثقافة والتنوير يغني معارف الأجيال وعقولهم ومعلوماتهم.

وأكبر تظاهرة قرائية من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والركيزة الرئيسية في إحداث تأثير نوعي في مشهد المعرفة والثقافة العربيين. وقد تبدى هذا واضحاً على أكثر من مستوى، لا سيما لجهة اتساع دائرة المشاركة.

حيث راكمت رصيداً غير مسبوق، تمثل باستقطاب أكثر من 163 مليون طالب وطالبة للمشاركة في دوراتها المتعاقبة. فضلاً عن أنّها حظيت بتقدير كبير على المستويين الشعبي والرسمي في العالم العربي.

وقد شارك في تصفيات الدورة التاسعة لعام 2025 من التحدي أكثر من 32 مليون طالب وطالبة من 50 دولة مثلوا 132112 مدرسة وتحت إشراف 161004 من مشرفي المدارس.

ونال التوأم بيسان وبيلسان كوكة من تونس، المركز الأول في المرحلة النهائية، وحلت ماريا حسن عجيل بالمركز الأول عن «فئة أصحاب الهمم»، وحصل جهاد محمد حسين فايد مراد من إيطاليا على المركز الأول في فئة «بطل الجاليات».

فيما تقاسمت مدرسة عاتكة بنت زيد في الإمارات، ومدرسة طرابلس الحدادين بنات في لبنان جائزة «المدرسة المتميزة»، ونالت سحر مصباح من مصر لقب «المشرفة المتميزة».

وشهدت مبادرة «تحدي القراءة العربي» تتويج الطالبة ريم عادل الزرعوني، بطلة لتحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة الإمارات، في ختام تصفيات تنافس فيها أكثر من 810 آلاف طالب وطالبة، مثلوا 1380 مدرسة، وتحت إشراف أكثر من 2005 من مشرفين ومشرفات.

وحاز الطالب إدريس علي اليامي، لقب بطل «تحدي القراءة العربي» في دورته التاسعة على مستوى المملكة العربية السعودية، بعد تصفيات سجلت أرقاماً غير مسبوقة في تاريخ المشاركة السعودية.

حيث تنافس على المراكز الأولى مليون و820 ألفاً و21 طالباً وطالبة، من 19 ألفاً و550 مدرسة، وتحت إشراف 24 ألفاً و989 مشرفاً ومشرفة، ويطمح الآن إلى التتويج بلقب بطل «تحدي القراءة العربي 2025».

وتوجت الغلا الهاجري من قطر بطلة لتحدي القراءة العربي في دورته التاسعة، التي استقطبت 177197 طالباً وطالبة، مثلوا 382 مدرسة، وتحت إشراف 3735 مشرفاً ومشرفة.

وتمكن آدم الروداني بمثابرته واجتهاده، من نيل لقب بطل المغرب، بعد تصفيات وطنية، شارك فيها 4342048 طالباً وطالبة، مثلوا 14197 مدرسة، وتحت إشراف 20200 مشرف ومشرفة.

وعلى الرغم من مشاركتها للمرة الأولى في تصفيات تحدي القراءة العربي استطاعت الطالبة مريم محمد شامخ الفوز بلقب بطلة التحدي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في ختام تصفيات تنافس فيها 261662 طالباً وطالبة، مثلوا 235 مدرسة، وتحت إشراف 1889 مشرفاً ومشرفة.

وأحرزت الطالبة رهف سامي جميل عبد الله لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اليمنية في ختام تصفيات شهدت منافسة كبيرة بين الطلاب والطالبات، مثلوا 996 مدرسة، تحت إشراف 100 مشرف ومشرفة.

وتوجت الطالبة تغريد محمد عبد العليم محمد، بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية، التي شهدت مشاركة غير مسبوقة في تاريخ المشاركات المصرية، حيث تنافس في التصفيات 17608366 طالباً وطالبة، مثلوا 30575 مدرسة، وتحت إشراف 41225 مشرفاً ومشرفة.

وبعد تصفيات شارك فيها 2112004 طالباً وطالبة من 9700 معهد أزهري، وتحت إشراف 8050 مشرفاً ومشرفة، حصد الطالب محمد الحسانين لقب بطل تحدي القراءة العربي على مستوى الأزهر الشريف. وفاز على مستوى البحرين محمد جاسم، في ختام تصفيات شهدت مشاركة 137375 طالباً وطالبة، مثلوا 241 مدرسة، وتحت إشراف 489 مشرفاً.

ونالت الطالبة عائشة نزار ناظم، لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى جمهورية العراق، بعد تصفيات شارك فيها 1339270 طالباً وطالبة، من 38100 مدرسة، وتحت إشراف 16310 مشرفين ومشرفات.

وحصدت الطالبة نهى طه عبد السلام لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة ليبيا، بعد مشاركة 125 ألف طالب وطالبة، مثلوا 1650 مدرسة، وتحت إشراف 1632مشرفاً ومشرفة.

ونالت الطالبة هبة محمود حسين أبو بكر لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة فلسطين، بعد تصفيات شهدت مشاركة فلسطينية قياسية بـ 688732 طالباً وطالبة، مثلوا 1675 مدرسة، تحت إشراف 4509 مشرفين ومشرفات. وبعد تنافس كبير بين المشاركين استطاعت الطالبة براءة محمد أحمد سعيد، إحراز لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى جمهورية جيبوتي.

وفازت الطالبة غالية ناصر العنزي بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة الكويت في ختام تصفيات شارك فيها 213771 طالباً وطالبة من 835 مدرسة وتحت إشراف 1515 مشرفاً ومشرفة.

ونالت الطالبة لمار طارق علي الجعافرة لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية في ختام تصفيات شارك فيها مليونا طالب وطالبة، من 5807 مدرسة، وتحت إشراف 7821 مشرفاً ومشرفة.

وفاز عبد الرزاق الأسمر بلقب بطل تحدي القراءة العربي على التحدي على مستوى الجمهورية اللبنانية من بين 23 ألفاً و361 طالباً وطالبة، مثلوا 203 مدرسة، وتحت إشراف 167 مشرفاً ومشرفة، وحازت ناردين فادي جرجس عيسى لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية العربية السورية، بعد تصفيات شارك فيها 583127 طالباً وطالبة.

نطاق واسع

وإضافة إلى استقطابه أكثر من 163 مليون طالب وطالبة خلال تسع دورات، سجل تحدي القراءة العربي أيضاً أكثر من 927 ألف مشاركة للمدارس العربية، ووصل إجمالي عدد المشرفين المشاركين في تسع دورات إلى أكثر من 877 ألف مشرف ومشرفة قراءة.

وشهد معدلات نمو هائلة في حجم المشاركة بداية من الدورة الأولى التي استقطبت 3.6 ملايين طالب وطالبة وصولاً إلى الدورة التاسعة للعام الحالي 2025.

حيث وصل عدد المشاركين في تصفياتها إلى أكثر من 32 مليون طالب وطالبة بارتفاع بلغ أكثر من 795 % عن الدورة الأولى. وقد شهدت الدورة التاسعة مشاركة 132112 مدرسة و161004 من المشرفين والمشرفات من 50 دولة.

إن العوائد المباشرة وغير المباشرة لمبادرة تحدي القراءة العربي واسعة وكبيرة على نحو غير مسبوق، فهي لا تسهم فقط في خلق جيل عربي قارئ قادر على المساهمة في الحضارة الإنسانية، بل وتصب كذلك في دعم قطاعات ثقافية حيوية. فلتنمية القراءة أثر مباشر على أسواق النشر والطباعة والتوزيع. وهي كذلك تصب في توجيه اهتمام الأجيال نحو الكتاب العربي، ما يمثل دعماً للكتاب والمؤلفين.

ومن هنا، تكمن أهمية تحدي القراءة العربي في توثيق علاقة الأجيال العربية بالقراءة وتعزيز وتمكين مسارات تقدم مجتمعاتنا، من خلال نشر حب المعرفة، الأمر الذي يمهد إلى الوصول إلى هدف قيم ورفيع المكانة دائماً ما يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهو: استئناف مسيرة الحضارة العربية.

وقد أسهمت دورات التحدي التسع على نحو نوعي، في رفع مستويات وعي وثقافة النشء وترسيخ حبهم للقراءة، لا سيّما بعد أن بات يستحوذ على مشاركة 40% من طلاب العالم العربي وطالباته، وهي نسبة لا يستهان بها في الرهان على مستقبل مشرق للأمة العربية.

إنّ «التحدي» تحوّل اليوم إلى أكبر مبادرة قراءة باللغة العربية على مستوى العالم، من حيث عدد المشاركين والأثر التعليمي والثقافي الكبير الذي يتركه في المدارس والبيوت والمجتمعات، ليصبح نموذجاً حضارياً يحتذى في نشر المعرفة وتعزيز القيم الثقافية.

من جانب آخر، أضحى التحدي طوق نجاة ثقافي للجاليات العربية في المغترب، يمكنها من إعادة ارتباط أبنائها بثقافتهم العربية والإسلامية، حيث بات يمثل فرصة تربوية ثمينة بالنسبة للجاليات العربية في كل مكان، فهو يعد حافزاً كبيراً للأجيال العربية الجديدة، التي نشأت في بلدان الاغتراب، للاهتمام بجذورها الثقافية ولغتها العربية، لا سيما أنه يحظى بإقبال وشعبية كبيرين بين أبناء الجاليات والطلبة العرب في المهجر.

وفي قيمة جوهرية أخرى، يسهم التحدي في استعادة العقول العربية المهاجرة، التي تنشأ في المغتربات، وهو ما يحققه من خلال دوره في ربط الأجيال العربية الجديدة المغتربة بثقافتها ولغتها، وبالتالي بأوطانها العربية.

إنّ الرهان على القراءة رهان على المستقبل، وهذا ما أثبته «تحدي القراءة العربي» عبر سنواته التسع، منذ أن أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ليجسد رؤية سموه في بناء إنسان عربي يؤمن بأن المعرفة هي طريق النهضة والتقدم. فضلاً عن كونه شاهداً على أن اللغة العربية قادرة على استلهام الإبداع واحتضان الفكر.

وقد جاءت الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي، لتؤكد أنها ليست مجرد منافسة معرفية، بل هي تأكيد عملي على أن الأمة العربية تقرأ، وأن أجيالها الجديدة قادرة على صون لغتها، وبناء مستقبل مشرق يقوم على العلم، والإبداع.

جوائز ومكافآت

وتحظى مبادرة تحدي القراءة العربي باهتمام رسمي وشعبي كبيرين، حيث يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تتويج الفائزين سنوياً في احتفالية باهرة، ما يلقي مزيداً من الضوء عليها كحدث سنوي مركزي يصب في تكريم المتنافسين والقراء عموماً.

ويقدم تحدي القراءة العربي سنوياً مكافآت تشجيعية لأصحاب المراكز الأولى في جميع فئاته، يبلغ مجموعها 11 مليون درهم، ليصل إجمالي قيمة الجوائز التي قدمها تحدي القراءة العربي منذ إطلاقه عام 2015، إلى 99 مليون درهم.

ويحصل الطالب الفائز بلقب بطل التحدي على جائزة مالية قيمتها 500 ألف درهم، في حين تنال المدرسة الفائزة بلقب «المدرسة المتميزة» مبلغ مليون درهم، ويحصل المشرف الفائز بلقب «المشرف المتميز» على مبلغ قدره 300 ألف درهم.

وينال الفائز بلقب بطل تحدي القراءة العربي في فئة أصحاب الهمم جائزة قدرها 200 ألف درهم، في حين تبلغ مكافأة صاحب المركز الأول في فئة الجاليات 100 ألف درهم.

وتنطوي هذه الجوائز بالطبع، على قيمة نوعية، باعتبارها شكلاً من أشكال الدعم المبدع للتعليم والمعرفة، عبر مكافأة الأفراد والمؤسسات التعليمية، وذلك وفق أسس تنافسية.

خط بياني صاعد

يكشف الخط البياني المتصاعد لحجم المشاركة في تحدي القراءة العربي عن نجاحات غير مسبوقة حققتها هذه المبادرة الريادية التي تصب في الارتقاء بالتعليم والمعرفة، وهي إنجازات لم تزد التحدي أهمية فقط، بل كان لها أثرها المباشر على جودة التعليم في العالم العربي، ومستوى الاهتمام به. فضلاً عن إسهامها على نحو فاعل في ربط «التعليم» بـ «المعرفة».

وباستعراض عاجل، يمكن رصد أن تحدي القراءة العربي سجل، عبر تسع دورات، أكثر من 927 ألف مشاركة للمدارس العربية، فيما وصل إجمالي عدد المشرفين المشاركين في تسع دورات إلى أكثر من 877 ألف مشرف ومشرفة قراءة. بينما حقق معدلات نمو هائلة في حجم المشاركة بداية من الدورة الأولى التي استقطبت 3.6 ملايين طالب وطالبة، وصولاً إلى الدورة التاسعة.