فايزة محمد.. لوحات مفعمة بالحنين تجسد روح المكان

فايزة محمد
فايزة محمد

يتجدد المشهد الفني الإماراتي بروح ابتكارية تجمع بين جماليات التراث والبيئة وسمات الرؤية المعاصرة، فيطرح الفنان من خلالها فكراً بصرياً يعكس الهوية ويجسد حساً إبداعياً متفرداً يحول التفاصيل اليومية إلى لوحات نابضة بالحياة من ذاكرة المكان.

ومن قلب الشارقة، التقت «البيان» بالفنانة الإماراتية فايزة محمد التي بدأت مسيرتها الفنية قبل أربع سنوات، حيث انطلقت بأسلوب انطباعي يميز أعمالها ثم طورت مهاراتها في الواقعية والسريالية لتصقل عبر كل مرحلة بصمتها الخاصة.

وأكدت فايزة أنها تنجذب إلى التراث والهوية الوطنية الأصيلة، وتلهمها المناظر القديمة والمباني الثقافية، وهو ما يظهر بوضوح في أعمالها الفنية.

تستمد فايزة محمد لوحاتها من إحساس عميق تجاه الأماكن التراثية وتؤمن بأن الأشياء القديمة تحمل روحها الخاصة وأن الأبواب والجدران تبوح بقصص وذكريات لم تكتب، لكن ملامح الزمن تسردها لمن يتأملها. ولهذا يأتي حضور المكان في لوحاتها مفعماً بالحنين والدفء، سواء كان باباً قديماً، أو جداراً متهالكاً، أو زاوية تراثية هادئة.

ولفتت إلى أنها من محبي الرسم المباشر في قلب المشهد الحقيقي، حيث يمنحها وجودها في الموقع إحساساً لا يمكن خلقه داخل المرسم. كما تحرص على التعاون مع معارض وغاليريهات فنية داخل وخارج الدولة بهدف نقل قصة الثقافة الإماراتية إلى العالم. وقد سبق لها التعاون مع مجلة برازيلية في تجربة عرفت الجمهور الدولي على التراث الإماراتي وجذوره.

وتوضح فايزة أن رسالتها الفنية تتمحور حول بث مشاعر الدفء والارتباط بالأصالة، وجعل المشاهد يعيش لحظة من الزمن الجميل وكأنه يقف أمام المكان ذاته.

وقد أنجزت 157 لوحة، وشاركت في 27 معرضاً جماعياً داخل الإمارات وخارجها، إلى جانب تنظيم معرضين فرديين في فندق الفورسيزونز أبوظبي وغاليري مقدسي بدبي، فضلاً عن مشاركتها في معسكرين فنيين بتنظيم اليونسكو، وحصولها على العديد من الجوائز والشهادات والتكريمات.

كما شاركت في الأمسية الخيرية التي نظمتها الجامعة الأمريكية في الشارقة، تحت عنوان «طريق الحرير: رحلة عطاء وتواصل». وقد تبرعت فايزة بقيمة بيع إحدى لوحاتها بـ85 ألف درهم دعماً لطلبة الجامعة، ولوحة أخرى بـ35 ألف درهم لصالح أطفال فلسطين، مؤكدة أن قوة التعليم والتبادل الثقافي والكرم المجتمعي قادرة على إحداث فرق حقيقي.

وترى فايزة محمد أن الفن التشكيلي لغة تعبيرية عميقة تعكس الهوية والروح الإنسانية وأن الفن التقليدي يشكل جزءاً أساسياً من رسالتها التي تسعى لنقلها للأجيال الصاعدة.

وقالت في رسالة للمبدعين: لا يوجد وقت متأخر للإبداع فحين ترى الباب أمامك عليك أن تنطلق.