«إرثي» منصة تراثية لتحويل الحرف الإماراتية إلى صناعات إبداعية

يعدّ مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة منصة تعنى بإحياء الحرف التقليدية الإماراتية ونقلها إلى المستقبل عبر منظومة عمل تربط بين التمكين المهني والاقتصادي للمرأة الحرفية وبين الابتكار في مجالات التصميم والفنون.

ومنذ تأسيسه بدعم من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس إرثي للحِرف المعاصر، عمل المجلس على بناء شبكة واسعة من الحرفيات والمصممين والشركاء الدوليين، بهدف تحويل الحرف من ممارسة تراثية إلى صناعة إبداعية قادرة على المنافسة عالمياً.

وقالت ريم بن كرم، مدير عام مجلس إرثي للحرف المعاصرة، في حوار مع «البيان»: «تنطلق رؤية المجلس من قناعة بأن الحرفة ليست مجرد مهارة يدوية، بل لغة ثقافية تحمل في تفاصيلها إرث المكان والذاكرة. ونحن نعمل على تجديد هذه اللغة، ومنحها حضوراً معاصراً يضمن استمرارها وقدرتها على الإلهام.

ويسعى «إرثي» إلى أن تصبح الحرف الإماراتية جزءاً من الحوار العالمي في التصميم، وأن تقدم بأسلوب يعبر عن أصالتها وفي الوقت نفسه يواكب تحولات المجتمع وتوقعات جمهور الفنون».

وأضافت: «تتجسد أهداف المجلس في 3 مسارات رئيسية هي تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً عبر برامج التدريب، والتطوير المهني، وتوفير قنوات مستدامة لوصول منتجات الحرفيات إلى الأسواق المحلية والعالمية، وحماية التراث الحرفي الإماراتي وتوثيقه وتطويره من خلال الأبحاث المستمرة، ونقل المعرفة بين الأجيال، وإعادة تقديم الحرف التقليدية بصياغات معاصرة تعكس الهوية.

وأكدت أن «إرثي» يسعى إلى تعزيز حضور الحرف الإماراتية عالمياً عبر الشراكات الدولية، والمشاريع المشتركة مع المصممين، وإنتاج مجموعات تصميمية رائدة قادرة على المنافسة في أسواق التصميم والفن.

مشيرة إلى البرامج التي يقدمها المجلس وهي التدريب المهني للحرفيات وفق معايير دولية، وتطوير منتجات معاصرة مستوحاة من التلّي والسدو والخوص والسفيفة وغيرها، وعقد شراكات مع علامات عالمية، وتنظيم ورش تعليمية وبرامج تأهيل في الإمارات وخارجها، والمشاركة في معارض عالمية تكشف قيمة الحرفة الإماراتية للجمهور الدولي، وتوفير منصات بيع ودعم لوجستي وتسويقي للحرفيات.

وبينت ريم بن كرم أن مشاركة المجلس في معرض نوماد بأبوظبي بهدف إبراز الحرفة الإماراتية بوصفها جزءاً من هذا المشهد، وإظهار كيف يمكن للتراث أن يثري التجارب البصرية المعاصرة، وأن يلهم المصممين من مختلف الخلفيات.

ويقدم المجلس في «نوماد»، مجموعة مختارة من أعمال «تيلاد» للفنان ريكاردو ريندون بالتعاون مع حرفيات إماراتيات من مجلس إرثي. وتستلهم المجموعة عناصرها من الصخور البركانية وخشب الصنوبر المطلي بالبحر الداكن، المزدان أشرطة ملونة من التلي والسفيفة، لتخلق تجربة فنية تجمع بين الصلابة والرقة.

وتبرز التأثيرات المكسيكية في التصميم مع الحفاظ على الحرف الإماراتية التقليدية. ويعد هذا التعاون مثالاً على التبادل الثقافي الناجح، حيث يعكس الرحلة المشتركة والخبرات المتنوعة للحرفيات، ويقدم رؤية معاصرة للتقاليد العريقة، ليكون مثالياً لكل من يقدر الفن والتصميم المبتكر.