خريجتان إماراتيتان ترويان حكايات التراث بفن التصميم

مريم الجويد وروضة بوعبدالله
مريم الجويد وروضة بوعبدالله
مشروع «رويب»
مشروع «رويب»

في رحلة تجمع بين الهوية والإبداع، قدمت خريجتان إماراتيتان من كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة مشروعين لافتين عُرضا في جناح الإمارات في معرض «إكسبو 2025 أوساكا - كانساي» باليابان.

حمل المشروعان ملامح الحنين إلى التراث وروح التجريب المعاصر، فكانا بمثابة جسر بين الذاكرة والمستقبل جسد حضور المصمم الإماراتي الشاب على منصة عالمية تجمع الفكر والفن والتقنية.

من سعف النخيل، الشجرة الأصيلة التي لطالما شكلت رمزاً للعطاء والاستدامة في البيئة الإماراتية، نسجت مريم الجويد مشروعها «تايبو خوص»، لتمنح الخوص التقليدي حياة جديدة في فضاء التصميم المعاصر.

تقول الجويد لـ«البيان»، إن مشروعها انطلق من شغفها بالشجرة نفسها، فالنخلة بالنسبة لها ليست مجرد عنصر طبيعي، بل ذاكرة حية تختزن تفاصيل المكان وروح الإنسان.

وبعد سلسلة من الزيارات الميدانية ولقاءات مع حرفيات ما زلن يمارسن فن الخوص، بدأت رحلة التجريب لدى الجويد من صبغ السعف، ولفه، وجدله، حتى تحول بين يديها إلى حروف عربية تنبض بملمس التراث وجرأة الحداثة.

وأضافت: «لم أرغب في أن يكون العمل توثيقاً للحرفة بقدر ما هو محاولة لتحويلها إلى لغة بصرية، تثبت أن المواد التقليدية قادرة على التعبير المعاصر دون أن تفقد جذورها».

أما الشابة روضة بوعبدالله، فاختارت أن تستعيد حكايات أمها وجدتها عن شجرة الحناء لإنشاء بذرة مشروعها «رويب»، حيث تحولت الذاكرة إلى مختبرٍ للتجريب، فابتكرت أدوات فنية من الحناء، بينها أقلام وأقمشة مصبوغة، تستحضر الطقوس القديمة بعيون حديثة.

وقالت بوعبدالله: «الحناء بالنسبة لي ليست زينة عابرة، بل رابط إنساني يعبر عن الفرح والانتماء، تحكي تفاصيل الفرح والأعياد والمناسبات السعيدة، وأردت أن أوسع معناها لتصبح جزءاً من حوار التصميم والإبداع».

من سعف النخيل إلى أوراق الحناء، تُعيد هاتان المصممتان تعريف العلاقة بين التراث والتصميم، لتبرزا أن الأصالة ليست نقيض الحداثة، بل هي منبعها الأصيل، إنهما لا ترويان حكاية تخرج فحسب، بل قصة جيل إماراتي جديد يكتب بلغات الفن والحرفية ملامح المستقبل، ويؤمن أن كل فكرة تبدأ من الجذور لتصل إلى العالم.