نظمت جمعية الموسيقيين الإماراتيين، بالتعاون مع وزارة الثقافة، أول من أمس، الملتقى الأول لجمعية الموسيقيين الإماراتيين في المسرح الوطني بأبوظبي، والذي شهد عدداً من العروض، أهمها العمل الأوركسترالي الأول من نوعه «تناغم تحت سماء الإمارات»، وأغنية أوركسترالية من كلمات المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، غناها الدكتور طارق المنهالي نائب رئيس جمعية الموسيقيين الإماراتيين.
جمع الملتقى نخبة من الموسيقيين والمؤسسات الثقافية والشخصيات البارزة والشركاء الاستراتيجيين تحت سقف واحد، بهدف تعزيز التعاون، وتبادل المعرفة والإبداع، من خلال محورين رئيسين، الأول تمثل في «معرض الشركاء»، وهو منصة تفاعلية، أتاحت للمؤسسات الثقافية عرض مبادراتها وبرامجها ومساهماتها في دعم مجتمع الموسيقيين في دولة الإمارات. وتضمن المعرض عروضاً فردية لموسيقيين من أعضاء الجمعية، ومواهب مقيمة، يقدمون عروضاً مباشرة على مدار اليوم، لإثراء الأجواء الإبداعية.
أما المحور الثاني، فتمثل في «الحفل الموسيقي»، والذي شهد عروضاً أوركسترالية متميزة، جمعت الموسيقيين الإماراتيين والمقيمين، حيث قدمها 77 موسيقياً، و17 مغنّياً، و13 عازفاً منفرداً، من 18 جنسيّة، في تجربة فنية تحتفي بروح الوحدة والإبداع، والرؤية الثقافية لدولة الإمارات.
وأكد مبارك الناخي وكيل وزارة الثقافة، أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً للموسيقى، باعتبارها أحد المكونات الأساسية للصناعات الإبداعية، وركيزةً من ركائز التنمية الثقافية المستدامة، مضيفاً: «الموسيقى ليست مجرد فنّ جماليّ يعبر عن المشاعر، بل هي لغة إنسانية عالمية، تسهم في بناء جسور التفاهم، وتعزيز الهوية الوطنية، وإبراز الوجه الحضاري للدول والشعوب».
وشدد على التزام الوزارة الدائم والمستمر بدعم المبادرات والمواهب الوطنية، وتمكين المبدعين في مختلف المجالات الفنية، بما يواكب تطلعات قيادتنا نحو بناء قطاع ثقافي مزدهر ومتجدد.
من جانبها، قالت هدى إبراهيم الخميس مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: «نلتقي اليوم في رحـاب صرْح وطنيّ أسّسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عام 1981 منــــارة للفكْر، ومســـــاحة للفنون، ومنْبراً للإبداع، اســـــــتضاف الأعمال العظيمة من الإمارات السّبع والعالم، من قلب العاصمة أبوظبي، فتح هذا المسرح أبوابه لمنْظــــــومة ثقافيّة، جسّدت فــــــــــــكْر زايد وقـــــيمه الرّاسخة، وثقافته المُستنيرة، التي نعيش تفاصيلها بكلّ شغف وأصالة وهوية».
وتابعت: «تجـــــمعُنا اليوم في مُـلتقاها الأوّل جـمعية الموسيقيّين الإماراتيين، التي تُجسد آمالنا وتطلعاتنا، وتعبّر عن اتحاد إراداتـنا، وتمسُّــكنا بقيم الوحدة والتنوع والأصـالة والانتمـاء».
وتوجهت بالشكر إلى معالي الشيخ سالم القاسمي وزير الثقافة، وكُـلّ القائمـــين على هذا المسرح العريق، والقائمين على جمعيّة الموسيقيّين الإماراتيين.
ومن جانبه، قال إيهاب درويش رئيس جمعية الموسيقيين الإماراتيين: «اليوم، نقف عند محطة مفصلية من عمر هذه الجمعية الفتيّة، بدعم كلّ من آمن بها وبنا، وعمل معنا لتمكين نموها، عبر خطط مستقبليّة، وبرامج تطويرية للمرحلة القادمة، بعطاء لا حدود له».
وتابع: «بعد سنتين من التأسيس، بات لنا الصوت والحضور الفاعل، ضمن منظومة الإمارات الثقافية، بتعاوننا الوثيق مع الجهات المعنية بالموسيقى، من حكومية وشبه حكومية وخاصة، وها هو ملتقانا المتفرّد، الأول من نوعه، يجمع الجهات الثقافية في مكان واحد، يجسّد الأصالة من جهة، ويستشرف المستقبل المزدهر من جهة ثانية».
وأكد التزام الجمعية بالمساهمة في تمكين قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، والارتقاء بالمنجز الموسيقي والفنّي، موضحاً أن الجمعية وُجدت لخدمة ودعم المجتمع، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي، وإعلاء رسالة التميّز الفنّي والإبداعي، بما يليق بدولة الإمارات، وقيادتها الرشيدة، التي تقدم للعالم مبادرات الأمل والسلام والازدهار.

