ويوفر المتحف للزوار سرداً تاريخياً، يسلط الضوء على مواقع العين الثقافية المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ورؤية واضحة للقيمة العالمية الفريدة للمواقع التاريخية المحيطة به، وإسهامها في إثراء فهمنا الجماعي للتاريخ البشري.
وسيتمكن زوار المتحف أيضاً من اكتشاف المباني التاريخية والواحات، والمدافن القديمة، والمعالم المعمارية في العين، وذلك بإدراك أعمق لقيمتها الراسخة في التاريخ الإنساني والتراث المحلي».
وأكد أن متحف العين يقدم بشكل عام تاريخاً وتراثاً وثقافة بأسلوب متقن، وبنية تحية راقية، إضافة إلى ما يتضمنه من مقتنيات وقطع فنية قديمة ونادرة، تعود لعصور مختلفة.
حيث أسهم هذا النظام في تحقيق الزراعة المستدامة، وأتاح قيام مجتمعات مستقرة في العين، ومهد لتحوّلها إلى مركز حيوي وثقافي في قلب الصحراء. وقال: «يضم المتحف قسم حارة الحصن.
حيث كان يحيط بهذا المتحف حي سكني، بني على امتداد الجهة الشرقية من واحة العين، وكان سكان الحي يزرعون الأرض، ويجتمعون في المجالس والساحات، ويعيشون على تدفق أنغام مياه الأفلاج، وكانت تعرف هذه المنطقة محلياً باسم حارة الشرق، أو حارة الحصن، نسبة للحصن الذي كان محور الحياة اليومية».
وأشار إلى أنه أثناء التجول في أرجاء معرض حارة الحصن، سيكتشف الزائر قصصاً كانت تحفظ على جدران الطين، وسيلقي الزائر نظرة على تفاصيل الحياة اليومية لماضٍ عريق.
وأضاف: «في عام 2011، ازدادت أهمية موقع متحف العين، بعد أن أصبح ضمن حدود مواقع العين الثقافية، والتي تم إدراجها «كملكيات متسلسلة» في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
ويعد هذا الإدراج، أول موقع تراث عالمي في دولة الإمارات، حيث يضم 17 عنصراً، تم توزيعها على 4 تجمعات رئيسة، وهي مناطق هيلي وحفيت وبدع بنت سعود ومناطق الواحات».
وقال بيتر شيهان مدير قسم المباني التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «تستعرض مجموعة المتحف وسرديته، مسيرة الوجود البشري في منطقة العين.
حيث يضم المتحف قطعاً أثرية، يعود تاريخها إلى أكثر من 8000 عام، ومجموعة من المقتنيات الثقافية المادية، التي تسلّط الضوء على عادات السكان وممارساتهم، ومعارض تستكشف الإرث الثقافي الغني للمنطقة».
وأضاف: «كشف موقع المتحف قبل تشييده أكثر من 200 معلم أثري، لم يكن معروفاً سابقاً، في حين حفظت مكتشفات أخرى تحت المبنى، لتكون متاحة للبحث والدراسة مستقبلاً».
وأكدت نور ناصر المرزوقي، باحثة في مجال الآثار، أن المتحف يكشف الكثير عن التفاصيل الثرية، التي تؤكد على أن حكاية الإنسان في منطقة العين، قد بدأت منذ العصر الحجري.
حيث ابتكر أدواته من الحجارة بمهارة تدل على ذكائه وقدرته على التكيف مع البيئة، وفي العصر البرونزي صنع الأسلحة والأدوات من المعادن، وبادلها مع حضارات أخرى. كما واجه تحدي شح المياه في العصر الحديدي، فابتكر نظام الأفلاج».
