ومن بين محطات رحلتها الإبداعية، شكّلت الإمارات مساحة إلهام واحتضان لموهبتها، إذ وجدت فيها بيئة داعمة للأحلام والمبدعين، ومصدر طاقة إيجابية منحها دفعة جديدة للكتابة والتجريب والابتكار.
من القصة إلى الرواية، ومن المنبر إلى الذكاء الاصطناعي، تكتب وتبتكر وتستحضر طفولتها التي ما زالت تنبض في أعمالها.
تقول إن الصوت والإلقاء يمنحانها شعوراً عميقاً بأن لصوتها روحاً وكياناً يصلان إلى قلوب الناس، وقد كتبت ذات مرة: «صوتي يلزمني، صوتي يعبر عني»، فهي ترى أن صوتها هو هويتها الحقيقية.
وترتبط الكتابة بهذا الصوت ارتباطاً وثيقاً، إذ تقرأ ما تكتب وكأن شخصيات رواياتها تتحدث داخلها بنبراتها المألوفة.
وتضيف إن الكتابة والإلقاء وجهان لشغفٍ واحد؛ فهي تكتب لتُلقي، وتُلقي لتمنح كلماتها حياةً تتجاوز الورق، فمن أحب صوتها أحب سطورها وكلماتها أيضاً.
وعن تأثير «الزمن الجميل» - التسعينيات وما قبلها - في ذوقها الأدبي والفني، توضح الكاتبة أن لذلك الزمن أثراً عميقاً في تكوين شخصيتها الإبداعية.
تقول إنها تشعر بانتماءٍ صادق لتلك المرحلة، وكأن جزءاً منها ما زال يعيش هناك، في أروقة الأحياء القديمة، يشاهد سبيستون، ويستمع إلى الراديو، ويقلب صفحات المجلات والكتب بعيداً عن صخب الهواتف والإنترنت.
وتضيف إن هذا التعلّق بالزمن الجميل منح أعمالها بصمة مميزة وسِمَة خاصة أصبحت واضحة في كتاباتها، حتى بات القارئ يميز نصوصها من لمستها الحنينية الفريدة.
وتقول إن شغفها بالصوت والتعليق الصوتي لا يقلّ أهمية، لكنه جاء لاحقاً كنتيجة طبيعية لما فتحته لها الكتابة من آفاق جديدة.
فمن النصوص والقصص وصولاً إلى الرواية، كانت الكلمة هي الجسر الذي قادها إلى عالم القراءة والإلقاء والخطابة، وهناك اكتشفت هبة جديدة في صوتها أحبّها الناس كما أحبّت هي أداءها وإحساسها به.
وفي حديثها عن تأثير البيئة الإماراتية في مسيرتها الأدبية والفنية، تشير إلى أن أحد أسباب انتقالها للعيش في دولة الإمارات هو كونها بيئة راعية للموهوبين والمبدعين.
ترى في الإمارات أرضاً خصبة تنبت فيها الأحلام وتُصان فيها المواهب، وتصفها بأنها بلاد تحقيق الأحلام التي تحتضن الجميع دون تمييز.
وتضيف إنها رغم حداثة عهدها في هذه البلاد، إلا أنها تقول إن نفحات الخير تهب عليك منذ أن تطأ أقدامك أرض مطاراتها فقد لمست محبة الناس واهتمامهم بما تقدمه، مؤكدة أن دعم الدولة ورعايتها للإبداع منحاها دافعاً قوياً للاستمرار والعطاء، داعية الله أن يديم عز الإمارات وخيرها وأمنها الذي يشمل الجميع.
ذكاء اصطناعي
كونها لا تحب التكرار أو التقليد، قررت أن تسلك طريقاً مختلفاً بتخصيص نصوصها لتكون ذات بصمة فريدة تعكس هويتها الفنية وارتباطها بالزمن الجميل.
وتروي أنها أثناء كتابتها للجزء الثاني من روايتها أوكاديسيا واجهت صعوبة في أحد الفصول، فلجأت إلى الذكاء الصناعي الذي ساعدها باقتراحات لتعديل الحبكة بما يخدم تسلسل الأحداث بشكل أفضل.
