كتب تطوير الذات الإماراتية.. تجارب تخط طريق النجاح

إصدارات إماراتية متنوعة غنية بالنصائح والحكم
إصدارات إماراتية متنوعة غنية بالنصائح والحكم

الحياة رحلة مضنية حافلة بالعراقيل والصعوبات، يمضي فيها الإنسان وقد أثقلت كاهله الهموم، وتعلَّق طرفه بالآمال المتلألئة في الأفق، وخلال مسيرته لا بد له من دليل يرشده ويرسم خطواته المستقبلية.

وبين أصحاب الأقلام الرصينة والرؤى الخلَّاقة، نبغت فئة من كتَّاب الإمارات الذين أدركوا ضرورة استثمار التجارب الإنسانية، ورأوا أهمية سرد الحكايات والمواقف الغنية بالحكمة، لينتفع بها القراء في طريق النجاح، ويشكِّلوا أحلامهم واقعاً مشرقاً وصبحاً بهيّاً.

وأوضح الكاتب الإماراتي الدكتور ناصر القبان الجنيبي، مؤلف كتاب «رحلة وعي»، في تصريح لـ«البيان»، أن ثمة أسباباً عديدة وراء تزايد الكتابات الإماراتية التي تحفز على تطوير الذات، أهمها سرعة الحياة وكثرة الضغوط النفسية والعيش داخل العالم الافتراضي، مؤكداً أن المجتمع القارئ في ظل تلك العوامل بات محتاجاً إلى ما يحقق له الطمأنينة.

وقال الجنيبي: «كتب تطوير الذات تتسم بالقِصَر، وإمكانية قراءتها في أوقات وجيزة، وسهولة التوقف والاستئناف عند أي موضع من القراءة، وهذا ما يميّزها عن الروايات وغيرها من أشكال الكتابة المختلفة»، مشيراً إلى أن الذات البشرية واحدة لا تختلف لدى كل الأشخاص، ما يجعل هذا اللون من التأليف ذا خصائص مشتركة في كل مكان.

ودعا القراء إلى استخلاص الفوائد والنصائح العامة والحِكم من كتب تطوير الذات، وعدم مقارنة التجربة الشخصية بتجارب المؤلفين المختلفة ذات الظروف الخاصة والجوانب غير المتشابهة، لافتاً إلى تعذّر الاستفادة من تجارب الآخرين التي نشأت ضمن أحداث لا تمثل القارئ ولا تمت إليه بصلة.

أماني المطروشي
أماني المطروشي

ورأت الكاتبة الإماراتية أماني المطروشي، مؤلفة كتاب «إنعاش.. من أجل ذاتك»، أن احتياجات الجيل الحالي هي ما أدى إلى ازدهار الكتب التي تعزز القوة والثبات وتطوير الذات خلال السنتين الماضيتين، موضحةً ضرورة تفهُّم تلك الاحتياجات وإدراكها من تجارب الحياة.

وقالت أماني: «تجاربنا ومجتمعنا هي ما يدفعنا إلى هذا النوع من الكتابة عن الذات التي تميزنا، وتجعل لطبيعة المؤلفات الإماراتية في هذا الجانب نكهة مختلفة».

مشيرةً إلى أن اختلاف التجارب الإنسانية لا يمنع وجود نقطة متصلة تربط البشر بعضهم ببعض، الأمر الذي يتيح فرصة استفادة القارئ من التجربة الذاتية مع كونها نابعة من ظروف الكاتب الخاصة.

وفيما يتعلَّق بالشكل الأدبي الأشد مصداقية والأقدر على التعبير عن الذات، أضافت: «النثر أفضل أشكال الكتابة في هذا المجال؛ لأنه يمثل لغة العقل والواقع، أما الشعر فهو أقرب إلى المشاعر والخيال». وأكدت أن طغيان فكرة العالم الافتراضي عززت حضور الكتابات الذاتية التي تسرد الدروس والخبرات المستفادة.

حصة السويدي
حصة السويدي

في السياق ذاته، وصفت الكاتبة الإماراتية حصة عيسى السويدي، مؤلفة كتاب «حياتنا ليست على قيد الحياة»، الكتابة عن الذات بأنها نوع من البوح الذي يعكس تفاصيل الحياة والظروف المحيطة بالمجتمع والتحديات التي يعانيها، منوهةً بقيمة تلك الكتابات التي تحقق التناغم النفسي وتدفع الإنسان إلى تأدية دوره بالشكل المطلوب.

وقالت حصة: «إن التجارب التي يسردها الكاتب عن ذاته ويعرضها خلال مؤلفاته تلامس، بلا شك، نفوس آخرين عايشوا تجارب شبيهة ومرُّوا بظروف مماثلة، ومن ثم فإنهم سيستفيدون من الاطلاع على مثل هذه المواقف الإنسانية».

ولفتت إلى عدم وجود فروق جوهرية بين السمات الفنية للكتابات الذاتية إلا فيما يخص طبيعة التعبير عن الذات.

وأشارت إلى أن النثر يفتح مجالات واسعة ويبسط مساحات رحبة أمام أقلام الكتَّاب المهتمين بالتعبير عن تجارب الذات الإنسانية، فيجدون أنفسهم يصوُّرون كوامن عواطفهم بلغة سهلة وواضحة، مبينةً أن الشعر يختلف بأساليبه الفنية عن هذا التصوُّر، وأن ميدانه هو الكلمة ذات الإيقاع الرنان والأوزان الموسيقية البديعة.