في أجواء غمرها الشغف الفني والحضور الثقافي، أعلن غاليري عائشة العبّار في «السركال أفنيو» عن افتتاح المعرض الاستعدادي «قافلة الألوان عبر الزمن»، الذي يحتفي بمسيرة الفنانة الإماراتية الرائدة منى الخاجة الممتدة لأكثر من أربعة عقود، بحضور نخبة من الإعلاميين والفنانين ومحبي الفن التشكيلي. ويستمر حتى الخامس من نوفمبر المقبل، ليعيد رسم ملامح رحلة فنية أسست لجزء أصيل من الهوية البصرية الإماراتية.
وقفت الخاجة أمام عدسات الإعلاميين لتستعيد بداياتها الأولى حين تخرّجت في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1981، حيث تأثرت بالمشهد الفني المصري وتدربت على يد رواد عرب تركوا بصمتهم في مسيرتها، ومنذ ذلك الحين نسجت أسلوبها الخاص الذي مزجت فيه بين التجريد والرمزية وقوة اللون، لتصبح أعمالها سجلاً حياً للذاكرة الإماراتية في مراحل تشكلها الثقافي.
يعرض المعرض لوحات من مراحل متنوعة، من أعمال الدراسة في القاهرة، إلى أعمال العودة للإمارات، وصولاً إلى أحدث إبداعاتها التي تحوّل الأفق الصحراوي والمعمار التراثي إلى فضاءات تأملية عن الزمن والانتماء.
وقالت الفنانة منى الخاجة لـ«البيان»: «أفتخر بأنني خصصت جانباً في المعرض لمجموعة جديدة تجسد المأساة الفلسطينية، حيث استخدمت الفنانة الألوان والتجريد لتجعل اللوحة مرآة للألم والصمود والأمل، وبذلك أبرهن على أن الفن لا يكتفي بكونه جماليات على الجدار، بل رسالة شاهدة على قضايا الإنسان في كل زمان».
وأضافت: «الريشة والألوان تنطقان حين يعجز اللسان عن الكلام، ومن خلال ريشتي وألواني المتنوعة بين الأكرليك والزيتي وأنواع أخرى كثيرة، أتمكن من التعبير عن كل ما يحيط بي، سواء الطبيعة الجميلة، أو الصحراء، أو البيوت، أو ربما قضية شعب كما فعلت في هذا المعرض الذي يحكي معاناة الفلسطينيين، فمن خلال الرسم أنا أتحدث وأعبر عما في داخلي».
من جهتها أشارت شيلان سمعي مديرة عائشة العبار غاليري عن فخرها باستضافة هذا المعرض، وأكدت: «هذا المعرض ليس مجرد احتفاء بمسيرة فنانة إماراتية، بل هو شهادة على جيل أسس الهوية الفنية للإمارات، ومعرض الفنانة منى الخاجة بمنزلة مرجع للأجيال القادمة».
ريادة
لم تتوقف الخاجة عند حدود المحلية، فقد شاركت في معارض دولية في نيويورك ولندن وطوكيو والقاهرة، ونالت جوائز مرموقة مثل جائزة العويس (2004 و2019) وجائزة «لوفيسيل» للمرأة العربية (2010)، وتقتني أعمالها مؤسسات كبرى مثل مؤسسة بارجيل للفنون، ووزارة الخارجية، ومتحف الفن الحديث بالكويت.

