تمتلك ريم بسيوني، الكاتبة والروائية المصرية والأستاذة في الجامعة الأمريكية، سيرة أدبية حافلة بالإنجازات، التي حجزت لها مكانة في الصفوف الأولى مع أبرز كتاب وأدباء بلدها.
حظيت بسيوني، التي لطالما أشادت بدور الإمارات في إثراء الحياة الأدبية والثقافية، بتكريمات عدة في حياتها، تقديراً لمسيرتها الأدبية، فهي فائزة بالعديد من الجوائز منها: جائزة ساويرس للثقافة عن روايتها «الدكتورة هناء»، وجائزة أحسن عمل مترجم في الولايات المتحدة الأمريكية عن روايتها «بائع الفستق»، وجائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة عن روايتها «أولاد الناس. ثلاثية المماليك».
وقد توجت هذه الإنجازات بجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2024 عن روايتها «الحلواني. ثلاثية الفاطميين».
صدر لبسيوني، التي التقتها «البيان» في حديث خاص، عبرت خلاله عن أهمية حصولها مؤخراً على جائزة الشيخ زايد للكتاب، العديد من الروايات المهمة، ومنها: «رائحة البحر»، و«الحب على الطريقة العربية»، و«أشياء رائعة»، و«مرشد سياحي»، و«سبيل الغارق. الطريق والبحر»، و«القطائع. ثلاثية ابن طولون»، و«ماريو وأبو العباس».
استهلت بسيوني حديثها بالإشارة إلى الدور المهم الذي تضطلع به الإمارات في الحياة الثقافية، وتؤكد أنه متعدد الأوجه، يغطي مساحة واسعة من قطاعات الثقافة والفنون، لا سيما في مجالي دعم الأدب العربي وترجمته عبر الجوائز القيمة، والاهتمام المميز باللغة العربية والاحتفاء بها عبر مبادرات نوعية.
وتؤكد بسيوني، الحاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية والماجستير والدكتوراه من جامعة أكسفورد في بريطانيا، أن دولة الإمارات تقود جهوداً ضخمة من أجل تأسيس جيل عربي قارئ متسلح بالمعرفة.
وتابعت أن الإمارات تخطت وفاقت كل التصورات في جهود النهوض بالثقافة العربية، عبر مبادرات وحلول مبتكرة، لا سيما بما يتعلق بالكتاب العربي (معارض الكتب) وأزمة القراءة في المجتمعات العربية.
وتوضح بسيوني أن جهود الإمارات، التي تراهن على القراءة لاستئناف الحضارة العربية الإسلامية، تقود نحو تأسيس جيل عربي قارئ متسلح بالمعرفة.
وتتوقف في هذا السياق عند مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العام 2015، مؤكدة أنها بتوجهها إلى الطلاب في العالم العربي، إنما ترفد الثقافة والإبداع العربيين بالدماء الشابة، وتستنهض الاهتمام باللغة الأم، وتعزز الهوية الثقافية لدى الأجيال الجديدة.
تستفيض ريم بسيوني، التي نقل أعمالها إلى الإنجليزية مترجم روايات نجيب محفوظ، روجر آلن، في الحديث عن زياراتها المتكررة للإمارات، معبرة عن سعادتها بما لاحظته ويجذب انتباهها في الدولة ومعالمها ونمط الحياة فيها، لا سيما الحفاظ على التراث، والفخر بالعادات والتقاليد، وقيم التنوع والتسامح، وتقبل الجديد، ومواكبة العصر.
تعزيز الثقافة
وتقول بسيوني، التي استعادت في حديثها لـ«البيان» سعادتها بالفوز بجائزة الشيخ زايد لعام 2024، أن الجائزة تمثل قيمة كبيرة، ليس لها ككاتبة فائزة فقط، بل وأيضاً لما تمثله من قيمة كبيرة للثقافة العربية، وفي إيصال الكتاب العربي إلى العالم.
وهي من هنا، تؤكد أن حصولها على هذه الجائزة المرموقة شرفاً كبيراً، ومسؤولية عظيمة، تحفزها على الكتابة والبحث العلمي، والالتزام بالرسالة النبيلة التي تعبر عنها الجائزة.
تتوقف بسيوني، في حديثها لـ«البيان»، عند انشغال العديد من محبي القراءة، بالوضع الذي وصلت إليه الرواية العربية لا سيما بعد ظهور التطور التكنولوجي، وتساؤلاتهم حول ما إذا كانت لحقت بمثل هذا التطور أم لا، وتقول إن الرواية العربية بخير، وما زالت متنوعة، وتتميز بالجدة والابتكار المقرونين بالإبداع.