روعة سنبل: الإمارات مركز ثقافي عربي وعالمي

تجمع الكاتبة السورية، روعة سنبل، بين كتابة القصة القصيرة، والنص المسرحي، وأدب الطفل، على صعوبة هذا الأخير، وتؤكد، أنها تشتغل بشكل أساسي على مواضيع تتعلق بالمرأة، ووعيها لذاتها ضمن أطر مجتمعها، لكنها تميل باتجاه أدب الطفل، كونه يحمل تحدياً، ومتعة في الوقت عينه.

وتشير سنبل في حوارها مع «البيان»، إلى انطلاقتها الأولى من دولة الإمارات، حيث بدايتها الفعلية كقاصة، وتقول: تمثل الإمارات منارة في الثقافة والإبداع العربي، وتلعب دوراً رائداً كقبلة للمبدعين العرب والعالميين، حيث تحتضن الجميع، وتدعم المواهب.

كما تكرم الإمارات الأسماء المخضرمة والمتميزة، وكل فعالية ثقافية في الإمارات، هي فرصة للقاء كتّاب ومثقفين من مختلف أنحاء العالم، وللاطلاع على آخر النتاجات، وأحدث المستجدات.

وتتابع: «أحاول أن أتناول مواضيع أعمالي بعيداً عن الأنماط المكرسة، من خلال توليد عوالم رمزية متخيلة، مشتبكة مع الواقع، لكنها مفتوحة على آفاق أوسع، وفي السنوات الأخيرة شغلتني أيضاً الكتابة عن «ناس الحرب»، كما يحلو لي أن أسميهم، وجدت نفسي دون أن أدري معنية بأرشفة يوميات الداخل السوري، وبالحديث تحديداً عن أزمات الهوية والذاكرة، وعن خساراتنا الفادحة. لدي دوماً هاجس تقديم شخصيات فاعلة، لا سلبية ومستسلمة، شخصيات تواقة للفرح والتعافي والانعتاق، وأحرص دوماً في جميع كتاباتي على حضور الأحلام والحكايات والأغنيات، لأنها في رأيي أساليب نجاة».

تميل روعة أكثر باتجاه أدب الطفل، وتقول: «بدأت كاتبة للكبار، ولو سُئلت قبل سنوات إن كنت أنوي الكتابة للأطفال، فإجابتي بالطبع هي لا، أخشى الكتابة للطفل، وأعتقد أنها تحتاج إلى حذر شديد، لكنّ الأمر بدأ كلعبة مع طفلتيّ، في محاولة لسحبهما من أمام شاشات الهاتف و(الآي باد)، كنا نخترع معاً شخصية في البداية، نتحدّث عنها، ثم تصنعانها بورق الأشغال أو معجون اللعب، وأخيراً نحاول أن نجد لها حكاية، في ما بعد، وهكذا فقد كتبتُ أدب الطفل في البداية فقط من أجل طفلتيّ.

وتردف: أميل حالياً للكتابة للطفل، لأنها بالنسبة لي تجربة ممتعة، تحمل تحدياً حقيقياً، أقول هذا، مع أنني لا أحب ككاتبة أن أعتقد أن ثمة اختلافات جوهرية بين الكتابة للكبار وللأطفال، نعتقد هذا، فنرتكب أخطاء فادحة بحق الطفل، نقول إن أدب الطفل يكتسب قيمته بقدر ما يحمله من المقولات والرسائل، فنقع دون أن نقصد بفخ الوعظية، وننفّر الطفل من القراءة.

وعن خصوصية المرأة الكاتبة في مجتمعاتنا العربية، والتحديات التي تواجهها، تقول: «هناك سلسلة من ظروف متشابكة ومختلفة، جعلت سقف حرية الكتابة لدينا محدوداً بشكل عام، بغض النظر عن جنس الكاتب، لكن الأمر أسوأ بالطبع بالنسبة للكاتبات.

فأن تكون المرأة كاتبة في مجتمعات محافظة، أمرٌ يتطلب جرأة، خاصة إن أحبت أن تعبر عن نفسها بوضوح، فهناك نظرة نمطية مسبقة تجاه المرأة الكاتبة، هي نظرة سلبية بالعموم. شخصياً، لدي وضع خاص مريح في هذا المجال، فأنا محظوظة بأب وأخ وزوج يؤمنون بي، ويدعمونني، ويقفون إلى جانبي، وأبي حتى اللحظة هو قارئي الأول...».

ذكريات جميلة

للكاتبة ذكريات جميلة في الإمارات، فقد فازت بجائزة الشارقة لإبداع العربي، وجائزة الهيئة العربية للمسرح مرتين، الأولى عن نص «نقيق»، الذي أخرجه الدكتور عجاج سليم، والثانية عن نص «قنديل الجدة أم سالم» عام 2023، ووصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وللقائمة القصيرة بجائزة سرد الذهب.

وفي هذا الإطار، تقول: «بدايتي الفعلية كقاصة، كانت من الإمارات، ومن الشارقة تحديداً، بجائزة الشارقة للإبداع العربي، ولأن الجائزة مخصصة للإصدار الأول، فإن لها مكانة كبيرة في قلوب الكثيرين، فقد شهدت ظهور كتبهم الأولى إلى الضوء، أو ولادتهم كتّاباً، كما حدث معي.

بعد ذلك بعامين، كتبت نصي المسرحي الأول، ووجدتُ نفسي من جديد في الإمارات، في الفجيرة هذه المرة، وجاء بعد ذلك فوزي في الهيئة العربية للمسرح، الجهة التي أُكنّ لها كل المحبة والاحترام».