واستعرضت الجلسة مسيرة تحويل الكلمة المكتوبة إلى صورة سينمائية نابضة بالحياة، من خلال فيلم «فتى الجبل»، مسلّطة الضوء على أبرز التحديات التي واجهت صنّاع العمل، وفي مقدمها العثور على مواقع تصوير تعبّر عن طبيعة الإمارات في خمسينيات القرن الماضي.
وبينت أنه، وكونها من إمارة الفجيرة، ساعدها هذا الأمر كثيراً في تحديد المواقع الطبيعية التي تعكس روح القصة، موضحة أن التصوير استغرق 35 يوماً، وخلال هذه الفترة، نشأت بينها وبين الممثل ناصر المصعبي علاقة إنسانية وفنية مميزة، فقد كان تجاوبه كبيراً، وهو ما ساعد على تقديم أداء صادق ومؤثر لشخصية «سهيل».
وأكدت المخرجة زينب شاهين لـ «البيان»، أن العمل في مجال الأفلام، يمتد أثر نجاحه لمدة طويلة، فعلى الرغم من أن الفيلم عرض قبل سنتين، إلا أن أصداء نجاحه ما زالت مستمرة إلى اليوم.
وقالت: «لم يكن التحدي الوحيد هو إيجاد موقع مناسب للتصوير فقط، بل التعامل مع طفل يبلغ 12 عاماً، مصاب بالتوحد، وهو ناصر المصعبي، الذي قدم شخصية سهيل، حيث جلست معه مطولاً، أشرح له كيف يفصل بين حقيقة شخصية ناصر، وشخصية سهيل في الفيلم، وكنت أؤكد عليه دائماً أن بإمكانه أن يخطئ ويعيد المشهد كيفما يريد، حتى يكون بالشكل المطلوب، وأن يعتمد على وجودي في التواصل والتعبير عما إذا كان بحاجة لأي مساعدة كانت، وبالفعل، تمكنا من إنجاز هذا الفيلم، بدور مميز للبطل سهيل».
وأشارت إلى أنه تم إخضاع البطل ناصر المصعبي للعديد من التدريبات، من قبل الجهات الخاصة بتعليم أطفال التوحد، ليتمكن من التعامل مع الكاميرات والمعدات، وكثرة الأشخاص، وتأدية الدور، وغيرها.
وقال: «استمتعت كثيراً بخوض هذه التجربة، وأطمح لمواصلة مشواري الفني، والمشاركة في أعمال جديدة، وربما يكون هناك فيلم آخر قريباً».
وأكد المصعبي لـ «البيان»، أنه كان معجباً منذ البداية بهذه القصة، وتحققت أمنيته بالمشاركة في قصته المفضلة، موضحاً أنه لا يملك حالياً أي فكرة أخرى مفضلة لدور ما جديد، لكنه لن يترك التمثيل.
وينسجم الفيلم مع أهداف «عام المجتمع 2025» في دولة الإمارات، من خلال تسليط الضوء على قيم التضامن والشمول، وطرح تساؤلات عميقة حول الهوية والعزلة والاختلاف، خاصة في سياق التعايش مع التوحّد.
