دراسة تحليلية معمّقة لنصوص سلطان القاسمي المسرحية

أصدرت الدكتورة فاطمة مصبح الظاهري كتاباً أكاديمياً جديداً بعنوان «الحِجَاج في مسرحيات الشيخ سلطان القاسمي (نماذج مختارة)»، تسلط فيه الضوء على الأساليب الحجاجية التي استخدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أعماله المسرحية، ويُعد هذا الكتاب إضافة قيّمة للأدب المسرحي العربي، كونه يقدم دراسة تحليلية معمقة في البنية الحجاجية للنصوص المسرحية ودورها في التأثير والإقناع.

وتناولت المؤلفة في 5 فصول مفهوم الحِجَاج من ناحية نشأته وتطوره في الأدب العربي والغربي، ودرست دوره في النص المسرحي، وخاصةً في مسرحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي تستلهم الأحداث والشخصيات التاريخية لإعادة قراءة الماضي العربي والإسلامي.

وأوضحت أن المسرح عند سموه لا يكتفي بعرض الأحداث، وإنما أيضاً يُلقي الضوء على مواطن الخلل في المجتمعات العربية، ويُبرز الفكر، والإنسان، ما يجعل الجمهور شريكاً في التفكير النقدي والتحليل التاريخي. وخصصت الدكتورة الظاهري جزءاً من دراستها لتحليل عدد من المسرحيات المهمة، منها «عودة هولاكو»، و«النمرود»، و«الحجر الأسود».

وأشارت إلى أن هذه الأعمال تتجاوز السرد التاريخي التقليدي، فتعتمد على التكرار الحجاجي، والتناص الديني، والاستدلال المنطقي لإقناع المتلقي وتوجيه فكره نحو قضايا معاصرة، كما أبرزت العوامل الحجاجية التي استخدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مثل روابط التعارض والتساوق، والاستثناء، والنفي، والتي عززت الترابط بين النص المسرحي والواقع الاجتماعي والسياسي.

إضافة جديدة

وأكدت المؤلفة أن هذا الكتاب يسهم في تعميق فهم الدور البلاغي والفكري للمسرح، داعية إلى توسيع الدراسات النقدية التي تتناول المسرح العربي الحديث من منظور تداولي وحجاجي، وصدر الكتاب عن المكتب العربي للمعارف، ليكون مرجعاً مهماً للباحثين في الأدب المسرحي، والنقد الأدبي، وبلاغة الحِجَاج، ويُبرز كيف يُمكن للمسرح أن يكون أداةً قويةً للتأثير الفكري والثقافي في المجتمعات العربية.

وتطرقت المؤلفة إلى استخدام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التقنيات البلاغية لتعزيز الحِجَاج في مسرحياته، فتعتمد نصوصه على الاستعارات والتشبيهات التي تعطي الخطاب المسرحي بعداً جمالياً وتأثيراً عاطفياً، ما يعزز الإقناع لدى المتلقي، كما أشارت إلى دور الجناس والسجع والتوازي اللغوي في إثراء النص المسرحي، فتُستخدم هذه الأدوات البلاغية لتكثيف الدلالة، وجذب انتباه الجمهور إلى الرسائل الفكرية العميقة التي تحملها المسرحية.