دبي.. مؤتمرات ومبادرات عالمية تكرّس حضور لغة «الضاد»

المؤتمر الدولي للغة العربية يجمع الباحثين والمفكرين لتبادل الخبرات وخدمة لغة «الضاد»
المؤتمر الدولي للغة العربية يجمع الباحثين والمفكرين لتبادل الخبرات وخدمة لغة «الضاد»
 دبي تحتضن معارض حول اللغة العربية والخط
دبي تحتضن معارض حول اللغة العربية والخط
محمود الأمين
محمود الأمين
 براءة النويران
براءة النويران

جهود رائدة لدبي لدعم اللغة العربية تثبت من خلالها أن ثمة مستقبلاً مشرقاً ينتظر ثقافتنا الأصيلة التي يشكل اللسان المبين أساسها الراسخ، ولقد تأكدت هذه الحقيقة الملموسة بالعديد من الفعاليات التي احتفت بلغة الضاد ومنحت المشتغلين بها مكانتهم المستحقة وفرصتهم لتعزيز الحضور.

وكعادتها في سائر المجالات، تركت دبي بصمات بارزة في حقل الدراسات العلمية والأبحاث الأكاديمية التي تقدم للغة القرآن خدمات جليلة وتمد إليها أيادي لا تكفُّ عن العطاء.

وقال الدكتور محمود بكري الأمين، المتخصص في البلاغة والنقد الأدبي، لـ«البيان»: «لا شك أن المؤتمرات والمبادرات العالمية الداعمة للغة العربية في دبي خاصة، والإمارات عامة، أثرت المشهد الثقافي، ومن تلك المبادرات المؤتمر الدولي للغة العربية الذي يقيمه المركز الدولي للغة العربية ونعتبره عرساً دولياً يشارك فيه كوكبة من المبدعين والخبراء ونتبادل فيه الخبرات، سواء في حضور مناقشات الأبحاث أو في اللقاءات الجانبية أو في الجلسات الحوارية.

وأشار إلى أن لدى دبي الكثير مما يمكن تقديمه للغة العربية، وذلك من خلال مبادرة تحدي القراءة العربي التي ترسم مستقبلاً مشرقاً للأجيال، إضافة إلى العديد من المعارض وورش العمل المتخصصة بالخط العربي.

وعن مشاركته في المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية في دبي، أوضح الدكتور محمود أنه تقدَّم ببحث تحت عنوان «السرد بين الراوي والرائي، قراءة هرمنيوطيقية في تقنيات الراوي في المجموعة القصصية «إذا انهمر الضوء» لمنى الشيمي»، حاول من خلاله دراسة تقنيات الراوي والحمولات الدلالية التي يضفيها نوع الراوي في القصة، حيث يقف السرد في المنتصف بين الكاتب/الراوي، والقارئ/الرائي.

وذكر أنه يعمل حالياً على إنجاز بحث عن «التأويل البلاغي في النقد العربي الحديث: دراسة في ضوء الهرمنيوطيقا» سيشارك به في المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية الذي ينظمه المجلس الدولي للغة العربية، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إضافة إلى دراستين نقديتين.

وأكد أن حركة البحث العلمي في الإمارات، خاصة في مجال دعم اللغة العربية، تتقدم بخطى حثيثة ومتواصلة ومدروسة، مشيراً إلى أن هناك العديد من المؤتمرات العلمية التي تكرس جهودها لخدمة اللغة العربية.

وقال: إن وجود مؤسسات تقف خلف هذه المؤتمرات يضفي عليها مزيداً من الأهمية والمكانة العلمية والثقة العالية، لافتاً إلى أن هذا الزخم ينبئ عن واقع معني ومهتم باللغة العربية، ويثري البحث العلمي في الوطن العربي.

معالجة التحديات

من جانبها، رأت الباحثة براءة النويران أن ما يميز حركة البحث العلمي في الإمارات النشاط والحيوية وعدم الاقتصار على الداخل؛ فهي تُقدَّم للعالم أجمع، مشيدةً بالدور المحوري الذي يؤديه المؤتمر الدولي للغة العربية، الذي يُقام سنوياً في دبي منذ عام 2015، ويستضيف عدداً هائلاً من الباحثين والمفكرين العرب، حيث تُقدَّم فيه مئات الأبحاث التي تعالج مختلف التحديات التي تواجه اللغة العربية في التعليم والبحث والوجود.

وأكدت أن المؤتمرات والمبادرات الداعمة للغة العربية التي تحتضنها الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، نجحت بشكل كبير جداً في تحقيق أهدافها المرجوَّة، موضحةً أن الكثير من الأبحاث والدراسات التي طُرحت خلالها تحولت إلى واقع ملموس، وأصبح الباحثون يتنافسون في تقديم أفضل ما لديهم بفضل الدعم الذي توفره هذه المؤتمرات والجوائز النوعية.

ونوهت بجائزة محمد بن راشد للغة العربية التي تُقام في دبي، وتشمل مجالات عدة، كالتعليم، والإعلام، والسياسة اللغوية، والتعريب، والثقافة، ومجتمع المعرفة، واحتوت على مئات المبادرات التي طُبق العديد منها بالفعل، مشيرةً إلى فئة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية في التعليم المبكر التي أصبحت محط اهتمام دبي.

ووصفت براءة بحثها «أثر توظيف المنصات الإلكترونية في تنمية مهارة القراءة لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي في مدرسة جيمس البرشاء الوطنية» الذي أسهمت به في المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية في دبي، بأنه قريب جداً إلى قلبها، لافتةً إلى أنه نفِّذ مباشرةً مع طلابها الذين تدرِّسهم بنفسها.

وقالت: «تابعتُ تقدمهم لحظة بلحظة، وجربنا عدداً من المنصات الإلكترونية التي أسهمت في تعزيز مهاراتهم القرائية، سواء مع النصوص الأدبية أو المعلوماتية، واستطاع طلابي أن يطبِّقوا ما تعلموه بطريقة حديثة ومحببة إليهم، حتى بدؤوا إنتاج اختبارات إلكترونية بأنفسهم»، مبينةً أن التجربة انتهت بتأييد أكثر من 85 % من الطلاب؛ إذ أكدوا أن القراءة أصبحت مرتبطة بواقعهم، وسهَّلت عليهم التعامل مع النصوص المكتوبة على الشاشات واللوحات الإلكترونية.