موسيقى دانا الكثيري.. أنغام تحتفي بثقافة الاستدامة

دانا الكثيري خلال عزفها على المسرح
دانا الكثيري خلال عزفها على المسرح

مبدعة إماراتية شابة، تجمع بين الموهبة الفنية والرؤية الثقافية الهادفة، استطاعت حجز مكانة مهمة لها منذ خطواتها الأولى، إثر عملها الموسيقي الأول «إرث المؤسس». إنها دانا الكثيري، الطالبة في جامعة السوربون بأبوظبي، التي فازت بجائزة أبوظبي للثقافة والفنون للإبداع 2024، وهي جائزة تعنى بالاعتراف بالتميز الإبداعي بين الشباب في مجال الفنون المسرحية.

ويمثل عمل دانا، كما تقول في تصريحاتها لـ«البيان»، احتفاء موسيقياً، وبلغة وأبجديات الموسيقى، بإرث ومنجزات وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتوضح دانا في حديثها، أنها تؤمن بكون الموسيقى لغة ومنصة إبداعية مؤثرة في تكريس ونشر ثقافة الاستدامة. كما تؤكد أنها استوحت مقطوعتها «إرث المؤسس»، من حقيقة التزام المغفور له الشيخ زايد، العميق بصون البيئة وحبّه للأرض والناس، إذ سعت من خلال الموسيقى إلى تجسيد منزلته الرفيعة، وتفرده كقائد، وأيضاً حنانه وإنسانيته، بموازاة أمله بمستقبل مزدهر.

وتضيف دانا: تعاونت لإنجاح المشروع بشكل مميز، مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، غاية إدماج لقطات أرشيفية تاريخية نادرة، للمغفور له، الشيخ زايد، ضمن العرض الموسيقي، ما أضفى بُعداً بصرياً ووجدانياً عميقاً.

تعكف دانا حالياً على تأليف معزوفة مختلفة تماماً عن عملها السابق، وتقول لـ«البيان»، في الخصوص: «كنت أؤلف مقطوعات على البيانو فقط، أما الآن، فأنا أعمل على تأليف عمل موسيقي تشترك فيه أكثر من آلة، ما يمنح المقطوعة تنوعاً موسيقياً أكبر، ويضفي عليها روحاً جديدة.

حيث أستطيع من خلال الآلات أن أعبّر عن الأفكار والمشاعر بشكل أوسع وأكثر غنى». وتابعت: «أطمح أن أشارك بهذه المعزوفة في مسابقة أبوظبي الدولية للتأليف الموسيقي، وهي خطوة كبيرة وهامة بالنسبة لي، كونها مسابقة عالمية، يشارك فيها مؤلفون محترفون من مختلف أنحاء العالم، وستكون فرصة رائعة لتقديم عملي على مستوى دولي».

واستطردت: «أعمل حالياً أيضاً على خطة لتسجيل مؤلفاتي الموسيقية بشكل احترافي، ونشرها عبر إحدى المنصات الموسيقية العالمية، ليصل صوتي وموهبتي إلى جمهور أوسع، وسأعمل أيضاً على إصدار النوتات الموسيقية لكل عمل، لتكون متاحة للموسيقيين والمهتمين حول العالم، وتعكس في الوقت نفسه جهود الدولة في دعم وتطوير مواهب أبنائها».

وجهة ومشروع

وأكدت أن تجربتها الموسيقية الأولى أسهمت في تطوير مهاراتها لتقديم عمل جديد، وقالت: «تغيرت وجهتي الفنية تماماً، بعد مشروعي الأول، فقد كانت تجربة التأليف الأولى بالنسبة لي، نقطة تحوّل حقيقة، جعلتني أعيد التفكير في مساري الفني وطموحاتي المستقبلية، وشعرت برغبة قوية في تطوير مهاراتي بشكل أعمق، خاصة في مجال التأليف الموسيقي، ودراسة فن الأوركسترا، لأتمكن من تأليف أعمال موسيقية، تشمل عدة آلات، وتظهر جماليات أكثر تنوعاً وثراء».