«مداد».. لوحات فنية تُبرز تنوع الفن الإماراتي

 معالم دبي حاضرة في المعرض
معالم دبي حاضرة في المعرض
 عبدالله الشامسي
عبدالله الشامسي
 ميثاء الرميثي
ميثاء الرميثي
 دانة الجنيبي
دانة الجنيبي

قصص فريدة يجمعها التناغم بين التراث والمعاصرة والاحتفاء بالهوية والإبداع، سردت تفاصيل الفن الإماراتي البديعة في معرض «مداد» بدبي الذي يتضمن أعمالاً تُبرز جمال معالم المدينة، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وتنوعت أدواتها الفنية وتنقلت بين الخيوط والصور والأقمشة والألوان، لتصنع حالة ثقافية تتسم بالبساطة والعمق في آن واحد.

ووسط الأعمال المميزة التي أبدعتها أنامل كوكبة من الفنانين الإماراتيين: دانة الجنيبي، وإلهام خير الله، وفارس الحمادي، وميثاء الرميثي، كان لـ«البيان» جولة استظهرت من خلالها ملامح ساحرة كشفت عن وجوه الإبداع، ولقاءات أبحرت في كوامن المشاعر المختبئة وراء عناصر الفن.

تبادل أفكار

وعن الشغف الذي قاد إلى إطلاق معرض «مداد» الذي يقام في فندق «مي باي ميليا دبي»، أوضح عبدالله خالد الشامسي، القيِّم الفني، أن فكرة المعرض نبعت من حضور المعارض ومشاهدة الأعمال الفنية والاحتكاك بالجمهور ذي الخلفيات الثقافية المتنوعة الذي يتمتع بالقدرة على تبادل الأفكار والنقاشات الإبداعية البنَّاءة، مشيراً إلى أن شخصيته الاجتماعية وخبراته السابقة كانت دافعاً قوياً له إلى قبول أن يصبح قيِّماً فنياً للمعرض.

وقال الشامسي: «لاحظت، من جولاتي السابقة، عدم وجود معارض تُبرز الأعمال الفنية الإماراتية بصورة واضحة، وأن كثيراً من المواهب لم ترَ النور وتكشف عن إمكاناتها القوية، وما زالت مخفية وتحتاج إلى تسليط الضوء عليها»، لافتاً إلى أنه استفاد من عمله ومعلوماته في مجال التواصل الاجتماعي والتسويق والفن، ووظَّف ذلك كلَّه لإطلاق هذا المعرض.

وأكد أن «مداد» يعد أول معرض إماراتي يقام في مبنى فندق «مي باي ميليا دبي»، الذي صممته الفنانة زها حديد، والذي يستضيف العديد من المعارض لفنانين من جنسيات مختلفة، منوهاً بالتنوع الذي ميَّز الأعمال المشاركة في المعرض، فاشتملت على الفن التشكيلي، والنسج، والتطريز، والتصوير.

إرث عريق

من جانبها، استعرضت الفنانة ميثاء عبدالله الرميثي عملها الفني «امتداد» المكوَّن من 3 لوحات تصوِّر بداية مسيرة دولة الإمارات من الصحراء إلى الحضارة، ويتكرر من خلالها مشهد الصحراء في اللوحتين الأولى والثالثة تعبيراً عن العودة إلى الأصل والتمسك بالإرث العريق، موضحةً أن اللوحة الثانية تبدو كشارع ممتد يصل الماضي بالحاضر.

وبينت أن اللوحات الثلاث الأُخَر تشكِّل عملاً فنياً مستقلاً بعنوان «كيف لو طاح الثلج في دبي»، استلهمت فكرته من منخفض الهدير الذي صاحبه تساقط الثلوج على العين، لافتةً إلى أنها استخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي لتنفيذ تصورها الإبداعي على أعمال تُبرز أهم المعالم المشهورة في دبي.

وأكدت أن التراث الإماراتي يمثل مصدراً ملهماً للفنانين بصورة كبيرة، وأن بداياتها الفنية عام 2006 كانت متكئة على هذا الجانب الحيوي؛ وذلك بهدف إطلاع الأجيال الجديدة على قيمة الحِرَف القديمة ورؤيتها من منظور مختلف، مشيرةً إلى أن هذا التوجُّه كان أيضاً وراء اختيار اسم المعرض «مداد» الذي اشتركت كل أعماله الفنية في البُعد التراثي للإمارات.

إبرة وخيوط

وأوضحت الفنانة دانة هشام الجنيبي أنها تخصصت في تطريز «الكانفا»، وتعلَّمته منذ كانت طالبة في المدرسة من حصص مادة «التربية الأسرية» التي تتمنَّى أن يعاد تقريرها في المدارس الإماراتية، مشيرةً إلى أنها تستعمل الخيوط بألوانها المختلفة، وترسم بالإبرة بدلاً من الفرشاة على لوحات من قماش «الكانفس».

وقالت: «أتعامل مع اللوحة كأنها شخصية أتحدث إليها، وتخبرني بنوعية الخيوط المناسبة، ويعتمد الأمر على تكرار الغرزة وتباين الألوان، ما يمنح اللوحة صورتها النهائية، فتبدو من بعيد كأنها مرسومة، ولا تظهر حقيقة تطريزها إلا عند رؤيتها عن قرب»، مؤكدةً أن الجهد المبذول في كل لوحة يستلزم وقتاً طويلاً ودقة عالية وصبراً كبيراً، إضافةً إلى مهارة دمج الألوان.

وأضافت إن مشاركتها في معرض «مداد» هي الأولى بالنسبة إليها، وإن موهبتها الفنية ابتدأت بين عامي 2010 و2011 كهواية كانت تمارسها منفردة ولا تشاركها مع الآخرين، بل تلجأ إليها ابتعاداً عن سرعة الحياة ورغبةً في الهدوء والسكينة، موضحةً أن التطريز فن يمكن من خلاله التعبير عن الإحساس الداخلي بأشكال متنوعة.