«المونودراما المدرسية» في الفجيرة.. مواهب لافتة على الخشبة

سلمى الكعبي أثناء العرض
سلمى الكعبي أثناء العرض

كشفت عروض المونودراما المدرسية عن قدرات استثنائية لطالبات شاركن في اليوم الثاني من مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي، الذي يقام لأول مرة في تاريخ مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بنسخته الحادية عشرة.

وقدمت الطالبات أداء متمكناً، عكس قدراً عالياً من المهارة.

وأضاءت العروض على قصص وقضايا مجتمعية مهمة، في أداء مبهر للطالبات لامس مشاعر أعضاء اللجنة وأفراد الحضور الذين صفقوا بحرارة لمشاهد مؤثرة على خشبة مسرح مجمع زايد التعليمي في مدينة محمد بن زايد بالفجيرة.

وتقام عروض المونودراما المدرسية، التي تأتي ضمن جهود اللجنة المنظمة لتنمية ودعم المواهب الشابة في مجال المسرح والفنون.

وتمثل العرض الافتتاحي بمسرحية «وحدي بالمنزل» للطالبة سلمى فهد الكعبي من مدرسة الفجيرة حلقة ثانية، من تأليف وإخراج هدير عبدالرحمن، وتدور أحداث المسرحية حول الأمانة، حيث تقوم فيها سلمى بأداء دور العاملة المنزلية التي تعمل لدى أسرة غنية غائبة عن المنزل، وتدور الأفكار برأسها حول سرقة المنزل والاستحواذ على المقتنيات الثمينة.

العرض مفعم بمشاهد رائعة تخاطب فيها الطالبة روحها وأناها الداخلية بأداء متنوع، تتنقل فيه ببراعة بتقليد شخصيات أفراد الآسرة من الأب والأم والجدة، ولكن في الأخير تكتشف أن بداخلها صحوة وفاء تمنعها من القيام بهذا الفعل السيئ وخيانة الأمانة، لتكون المفاجأة كرم العائلة، وترك مظروف لها بداخله مبلغ مادي جزاء اهتمامها بالمنزل.

وأما العرض الثاني فكان مسرحية بعنوان «جدتي حياتي» من أداء الطالبة آمنة سليمان آل علي من مدرسة الفجيرة حلقة ثانية بنات، تأليف المعلمة سناء حبيب كشرود. تدور أحداث المسرحية عن رحلة البحث عن الذات «كانت لفتاة تدعى حصة عبرت من خلالها عن صرخة للعالم الخارجي، قامت فيها بأداء فردي يتطلب قدراً عالياً من التركيز والمهارة لثلاث شخصيات، هي شخصية حصة، والجدة والمعلمة أم عبيد، حيث تعيش شخصية «حصة» مع جدتها، التي تفرض عليها حدوداً قاسية، نسبة للعرف الاجتماعي والثقافة المحلية، فنشاهد الممثلة تتحرك ضمن حيز لعب ضيق، وذلك يعكس الاختناق النفسي والانحباس في المكان كصورة تعبر عن حياة شخصية لحصة، التي لا تستطيع كسر قواعد جدتها، وحتى عندما تموت الجدة لا تسطيع حصة كسر هذه الحواجز الوهمية.

وكان العرض الثالث بعنوان «اختلافي قوتي» للطالبة سارة الكعبي من مدرسة مربح حلقة 3 للبنات، تأليف المعلمة سكينة خمور، تتحدث عن التنمر، الذي تتعرض له في صغرها، ويترك أثره السيئ في داخلها، لتحاول الانطواء على نفسها، عبارات جارحة حولتها سارة فيما بعد لجدار منيع، رفضت معه الاستسلام، وواجهت هذا الأمر بقوة لتصبح في المستقبل معالجة نفسية، تفوز بجائزة التميز، لتحول الألم إلى قوة وإنجاز.

وأكد خليفة التخلوفة، مدير مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي أن العروض المدرسية لليوم الثاني تؤكد وجود مواهب في فن المسرح والمونودراما، قائلاً: «نحن نفتخر بانطلاقه لأول مرة ضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة من «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، لافتاً إلى أن عروض المسرح المدرسي منحت المشاركين مساحة للتعبير عن قضايا معاصرة تمس حياتهم اليومية، وطرحت مشكلات تعبر عن جيلهم، ليقدموا عروضاً رائعة تعكس مهارة في فن أداء المونودراما أمام نخبة من كبار المسرحيين والنقاد، مؤكداً أن المهرجان يهدف إلى تعزيز حضور الشباب في المشهد المسرحي، وفتح آفاق واسعة أمام المواهب المدرسية لتطوير قدراتهم الفنية والإبداعية، بما يسهم في بناء جيل جديد من رواد المسرح العربي».

وأشارت الكاتبة الكويتية فتحية الحداد إلى أن عروض المونودراما المدرسية تُعد من العروض الصعبة، التي تعتمد على أداء وعرض الممثل الواحد، وتحتاج إلى مهارة وقدرة لإيصال الرسالة المحددة، واصفة عروض اليوم الثاني بالمتألقة.