أعمال متنوعة قدمها معرض «أزهار خالدة» للفنان مرتضى داره باغي والذي احتضنه «غاليري ليلى هيلر» بالسركال أفينيو حتى 9 مارس الجاري، مستوحاة من الجمال الدائم والرمزية الثقافية للأزهار.
وأكد الفنان مرتضى داره باغي لـ«البيان» أنه استوحى لوحاته وأعماله من ثقافة النسيج والسجاد وكذلك الطبيعة التي تشكل بالنسبة له مصدر إلهام شديد التأثير، ولطالما، شكلت التعبير الفني عبر الثقافات، مضيفاً: من خلال أعمالي أحاول إعادة تفسير الرموز الكلاسيكية، فهذه الرموز متجذرة بعمق في الحرفية، مما يخلق أعمالاً خالدة تربط الروح الإنسانية بالعالم الطبيعي.
توازن حرفي
ويوضح مرتضى: مثل الفصول المتغيرة التي تتفتح فيها الأزهار، يتأمل معرضي «أزهار خالدة» مقارباتي لفهم الماضي، وتتفتح من خلال المعرض أشكال جديدة ومبتكرة، بحثاً عن التوازن بين الروح الدائمة للفن الكلاسيكي والتعبير النابض بالحياة للإبداع المعاصر، مما يعزز الحوار بين التراث والحداثة.
وترتكز أعمال المعرض على أنماط وأشكال متعددة من الزخارف والخطوط الهندسية، إلى جانب دمج التقنية الحرفية للزخارف البدائية، ونقوش السجاد، وأعمال البلاط، مما يساعد على التحرر من الرتابة الهندسية، ويضفي جمالاً على الأنماط المنظمة. وتوفر هذه الزخارف التقليدية المستوحاة من الطبيعة انقطاعاً عن ملل الهندسة، مما يخلق جسراً بين النظام والجوانب البرية، غير الشكلية للوجود.
اكتشاف الرموز
ويعتقد مرتضى أنه في استكشافه للفن الحديث، يسعى لتحرير العواطف من قيود الأنماط، متجاوزاً ثنائيات الجمال والقبح.
وتُظهر أعماله تداخل الأنماط مما يعكس علاقته المعقدة مع العالم المحيط به والتفاعل الديناميكي بين النظام والعفوية وهو ما رافقه منذ بدايات أعماله الفنية، حيث دفعه شعور الضوء والأجواء الخصبة لعصور قديمة إلى البحث عنها؛ كان ذلك دافعاً غير واعٍ خلف جميع محاولاته الفنية.
ويتابع: «كان هناك شوق كبير للتقاليد الماضية والحضارات القديمة التي توثق عبر التاريخ الفني للشعوب حول العالم ظهور بعض الرموز والعناصر، مثل الزخارف، وأشكال الرسم الفارسي، والصور الهندسية».
ويشير مرتضى إلى أنه ومن خلال أعماله يستند بشكل مكثف إلى تقنيات التكوينات الهندسية، ومستويات الألوان، واتجاه نحو التكثيف.