شما آل حامد: أعمالي الفنية مسكونة بالذكريات والزمن والحركة

في قلب المشهد الفني الإماراتي، تبرز الفنانة شما آل حامد بأسلوبها البصري الفريد المستلهم من الذاكرة، والزمن، والحركة. تقدم الفنانة في معرضها الفردي الحالي «أقفز»، والمقام في غاليري عائشة العبار الكائن في السركال أفنيو بدبي، تجربة غامرة تدعو الجمهور إلى التفاعل مع أعمالها بطريقة حسية وشخصية. وأكدت شما آل حامد أنها تقفز بين الذكريات وتحولها إلى فن.

«البيان» التقت الفنانة الإماراتية شما آل حامد للحديث عن معرضها الفردي الأول بعنوان «أقفز» ‏من تقييم والتر ويليمز والذي يستمر حتى 5 أبريل المقبل، ويضم مجموعة متنوعة من اللوحات والمنحوتات والأعمال التركيبية، ودار الحوار التالي:

معرضك الحالي يحمل عنوان «أقفز»، ما الذي ألهمك اختيار هذا العنوان؟ وما الرسالة التي تودين إيصالها من خلاله؟

أطلقتُ على المعرض اسم «أقفز» لأنه يعبر عن طريقتي في التنقل بين الذكريات؛ أقفز من لحظة إلى أخرى، ومن تجربة إلى أخرى، من دون أن أبقى في مكان واحد. هذه هي طريقتي في الحياة والفن؛ أخاطر، وأرمي نفسي إلى الأمام، من دون أن أعرف أين ستحط بي الخطوة التالية، ولكنني أتحرك مدفوعة بالحب والفضول. هذا المعرض يمثل رحلتي الشخصية على مدار عشر سنوات من التعلم، والنمو، والسقوط، والوقوف من جديد، وهو بمثابة حوار بصري بين ماضيَّ وحاضري.

أعمالك تتناول مفاهيم الذاكرة، والزمن، والحركة، كيف تعبرين عن هذه المواضيع في لوحاتك؟

صممتُ المعرض ليكون تجربة غامرة، حيث لا يكتفي الجمهور برؤية الأعمال، بل يعيش التجربة معي. ولذلك، غطيت جميع عناصر المكان بالفينيل، حتى الأبواب ومقابس الكهرباء، لإحداث إحساس بالاندماج الكامل. كما أنني أستوحي لوحاتي من تفاصيل معمارية مرتبطة بطفولتي، وأحولها إلى أنماط تتقاطع مع الذكريات وتتفاعل معها. وكذلك، استخدمتُ أنابيب تعبيرية ترمز إلى تدفق الزمن وتشابك الذكريات، إلى جانب المنحوتات التي تمثل «كتل الذاكرة» المتراكمة عبر السنين.

كيف تطور أسلوبك الفني من بداياتك وحتى الآن؟

عندما بدأت، كنت أستلهم من الأنماط على أقمشة الجلابيات والثياب، ثم انتقلتُ إلى استلهام أنماطي الخاصة من التصاميم المعمارية. التحول الجذري في أسلوبي بدأ عندما التحقت بمؤسسة الشيخة سلامة للفنون، حيث تعلمتُ تصميم الأنماط رقمياً باستخدام فوتوشوب. ومع مرور الوقت، أصبحت أكثر وعياً باختيار الألوان والتفاصيل، بحيث تبرز لوحاتي تأثير الأماكن التي أستوحي منها أعمالي. أسعى دائماً إلى تطوير أسلوبي الفني من خلال التعمق في كل سلسلة أعمل عليها، واستكشاف أبعاد جديدة مع كل مشروع.

كيف تختارين الألوان التي تستخدمينها في لوحاتك؟

أستخرج ألواني من المواقع والأنماط التي تلهمني، ثم أضيف لوناً متبايناً لإضفاء الحيوية على العمل، بحيث ينبض بالحياة ويتفاعل مع المشاهد.

معرض «أقفز» يقدم تجربة تفاعلية للجمهور، كيف ترين العلاقة بين المشاهد والعمل الفني؟

أتعامل مع أعمالي بعقلية «ماكسيماليست»، حيث أسعى دائماً لدفع حدود التجربة الفنية إلى أقصى مدى. بالنسبة لي، الفن ليس مجرد شيء يُعرض ويُنسى، بل هو تجربة يجب أن تترك أثراً في ذاكرة المشاهد. ولهذا أحرص على خلق أجواء جريئة ولافتة، تمنح الجمهور إحساساً بالاندماج في العمل الفني، ليصبحوا جزءاً منه وليس مجرد متفرجين.

درستِ الفنون البصرية في جامعة زايد، كيف أسهمت دراستك الأكاديمية في بناء رؤيتك الفنية؟

ساعدتني دراستي الأكاديمية على تطوير أسلوبي الفني، ولكن أكثر ما أثّر فيّ انضمامي إلى مؤسسة الشيخة سلامة للفنون، حيث تعلمتُ أدوات وتقنيات جديدة مكنتني من ابتكار أنماطي الخاصة وصوغ هوية بصرية أكثر نضجاً.

ما التحديات التي تواجه الفنانين المعاصرين في الإمارات؟ وكيف يمكن دعم المشهد الفني المحلي ليكون أكثر تأثيراً عالمياً؟

التحدي الأكبر ليس نقص المواهب أو الشغف، بل قلة المساحات المتاحة للفنانين بعد التخرج. الكثير من الفنانين يتوقفون عن الإبداع بسبب عدم توافر أماكن للعمل والاستمرار في إنتاج أعمالهم. نحن بحاجة إلى المزيد من المراكز الإبداعية التي تدعم الفنانين وتوفر لهم بيئة تحفّزهم على التطور المهني. وكذلك، أرى أن هناك حاجة لتوعية الفنانين الشباب بالخطوات العملية لدخول المجال الفني كمهنةً، مثل بناء شبكة علاقات قوية، وتطوير مهاراتهم، وضمان الاستدامة الاقتصادية عبر الفن.

ما مشاريعك القادمة؟ وهل لديك خطط للتوسع بعرض أعمالك على المستوى الدولي؟

أعمل على تطوير أفكار جديدة مستوحاة من سلسلة أعمالي الأخيرة، وهدفي تحقيق انتشار دولي أوسع. وكانت أولى خطواتي في هذا الاتجاه عرض أعمالي في نيويورك في ديسمبر الماضي، وأتطلع إلى فرص جديدة لعرض فني في محافل عالمية مستقبلاً.