بهجة العيد.. الإمارات تشعُّ بالجمال وتوقد خيال الشعر

يهلُّ العيد فيرسم بالفرحة ابتساماته العريضة على الوجوه، وتعلو تكبيراته فتنتشي النفوس سعادةً وطرباً، ويأتي الشعر فيصوِّر ملامح ذلك المشهد الأنيق، ملتقطاً تفاصيل المجتمع الإماراتي ذات النكهة المميزة، ليصنع منها لوحة تشرق بالجمال، وتضوع بنفحات التراث العريق.

وتقول الشاعرة الإماراتية مريم النقبي، لـ«البيان»، إن مظاهر العيد في الإمارات أكسبت الشعر الإماراتي مذاقاً فنياً فريداً وخصوصية إبداعية مميزة، مشيرةً إلى أن الروابط الاجتماعية والعادات المميزة لمجتمع الإمارات ألقت بظلالها على القصيدة الإماراتية.

وأوضحت أن الشعراء تأثروا إيجابياً بتلك العادات الأصيلة، فكتبوا أجمل القصائد وأعذبها، معبِّرين عن الفرحة التي يعيشها المجتمع بكل أطيافه خلال هذه المناسبة الغالية على القلوب، لافتةً إلى أن الكثير من الشعراء من الزمن القديم تغنَّوا بالعيد وأجوائه الجميلة، وما زال الشعراء في العصر الحالي يكتبون أجمل قصائد الاحتفال بالعيد السعيد.

وقالت مريم: «العيد فرصة للقاء الأهل والأحباب، وكثيراً ما عبَّر الشعراء عن لحظة ترقُّب قدوم العيد لالتقاء الأحباب، فكانت أكثر القصائد تتغنى بهذه اللحظة، وتصف مشاعر الشاعر وترقبه لها؛ لأن العيد فرصة للقاء بعد غياب، وفرصة لمحو كل لحظات العتاب والحزن».

وأضافت: «شخصياً، أحب أن أعايد أحبابي ومعارفي بأبيات شعرية كعادتي في كل عام؛ لأن الشعر هو ما يميز معايدة الشاعر»، منوهةً بأن الموهبة الشعرية واللغة الأدبية أقدر على التعبير عن هذه الفرحة ومظاهر العيد البهيجة.

تفاصيل مميزة

من جانبه، أوضح الكاتب والباحث الإماراتي المتخصص في الأدب والتراث، فهد علي المعمري، أن الشاعر مرآة المجتمع وحوادث الزمن بكل أنواعها التي تشكِّل شرارة أولى توقد مخيِّلة المبدع وتلهمه التعبير عن كل جميل، مؤكداً أن فرحة العيد في الإمارات تتضمن تفاصيل خاصة تميِّز المجتمع، وتنعكس على الأشعار المنبثقة من تجارب الشعراء بهذا الخصوص.

وبيَّن المعمري أن تلك التفاصيل تشتمل على بعض العادات والتقاليد والأطعمة والأهازيج والألعاب الشعبية المرتبطة بالعيد والمحفورة في ذهن الشاعر الذي بدوره يعمل على توثيقها وتصويرها إبداعياً من خلال أبيات قصائده، مشيراً إلى أن الطقوس الدينية كصلاة العيد والأضحية تستحوذ على قدر مهم من تلك الملامح الحافلة بالبهجة والسعادة.

وتطرق إلى الحديث عن ترحيبة العيد ذات المفردات الخاصة مثل: «عيدكم مبارك، عساكم من عوادة»، وكذلك الزي الوطني الذي يحرص أبناء الإمارات على الالتزام به في هذه المناسبة، لافتاً إلى أن في الشعر النبطي ما يشير إلى تلك السمات الاجتماعية الأصيلة، كقول الشاعر محمد بن سوقات مداعباً صديقه الشاعر سالم الجمري: «حامد عطاني كسوة العيد، وانته ابليّا ثياب تميت، ما تعرف حدّ امن الاياويد، يعطيك سفرة شال وابشيت».