«شوكولاتة دبي».. حكاية فاخرة تعكس تميز «دانة الدنيا» وسمعتها العالمية

سارة حمودة
سارة حمودة
17923684
17923684
شعبية ومكانة عالمية للمنتج خلفهما قصة نجاح وريادة الإمارة | من المصدر
شعبية ومكانة عالمية للمنتج خلفهما قصة نجاح وريادة الإمارة | من المصدر

صنعت دبي نهضتها وذاع صيتها عالمياً بالارتكاز على الإبداع والابتكار في مختلف جوانب الحياة والعمل، فنجحت في حصاد منجزاتها الوفيرة وأن تكرس اسمها عنواناً للجودة الفائقة والتميز والقيمة الفريدة. وهكذا أصبح أي منتج إبداعي وابتكار حياتي، يحمل اسم دبي أو مصدره دبي، يلقى القبول والحفاوة عالمياً، بوصفه علامة وقيمة حضارية فاخرة تشرع أمامها الأبواب في أي من بقاع الأرض. وهكذا أفلحت دبي في أن تصبح مع تلك السمات، نموذجاً يحتذى به، فبلورت هويتها الثقافية الفريدة لتغدو مؤثرة بالثقافات وملهمة لها، الأمر الذي عزز مقومات وإمكانات اقتصادها الإبداعي.

وربما أن من بين أبرز الأمثلة والبراهين في هذا الصدد، القصة المدهشة لـ «شكولاتة دبي»، المنتج الذي ولد في الإمارة، واجتاح العالم مشكلاً حمّى ثقافية تتمحور حول ثقافة الطعام، وأسلوب الإمارة الفتية ونمط الحياة الفاخر فيها.
وللوهلة الأولى يبدو الأمر مجرد نجاح تجاري خالص، ولكن هل هو فعلاً فقط كذلك؟

لا شك طبعاً، أن في الأمر شيئاً ما، «يتعدى التجاري»، وهو ثقافي على وجه التحديد، يبدو حاضراً بقوة في تفاصيل هذه القصة الإبداعية الحياتية.

علامة حضارية

الجميع يعرف «شوكولاتة دبي»، والعالم كله يطلق عليها هذا الاسم، بينما قلة قليلة من الناس ينسبونها إلى الجهة المنتجة، «فيكس شوكوليتير» (FIX Chocolatier)، أو يسمونها بالاسم الحقيقي: «كانت غت كنافة أوف إت» (Can›t Get Knafeh of It)، وهو ما يدعو إلى القول إن الأمر أكبر من مجرد علامة تجارية ناجحة، بل يتعلق بـ«علامة حضارية» محورها دبي، وشغف العالم كله بها.
في الواقع، فإن دبي نفسها علامة تجارية عالمية، «براند» راقٍ وفاخر ومحبوب ومرغوب فيه، لذا على الأغلب اختار المستهلكون محلياً وعالمياً، أن يكون اسم هذا المنتج «شوكولاتة دبي»، وليس أي اسم آخر، وهذا جاء بحكم أن المنتج ولد في دبي ويجسد مفاهيمها بما يتعلق بنمط الحياة.

منتج ثقافي

مع كل قطعة تباع من «شوكولاتة دبي» يختبر المستهلكون لوناً من ألوان «مذاقات» الحياة الفريدة في دبي، وأنماط العيش المتميزة فيها، ويحتفون بقيمها وثقافتها ويمنحونها ثقتهم، ويتبنونها كنموذج عصري أخاذ للمدينة العصرية التي تلتزم بمعايير رفيعة على مستوى جودة الحياة، وهذا ما يجعل من «شوكولاتة دبي» منتجاً ثقافياً.

وهي بالمناسبة ميزة الاقتصاد الإبداعي الذي لا يقتصر على جني الأرباح المادية، ولكن له كذلك عوائد معنوية كبيرة، وهذا جانب اعتنت به استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، التي تنفذها هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة».

حكاية

ولد المنتج نفسه «شوكولاتة دبي» في المنزل ولحاجات فردية وشخصية، قبل أن يتحول إلى نوع من ريادة الأعمال، ثم إلى شركة ناشئة تحيط بها قصة نجاح مذهلة تقوم على الترويج للثقافة المحلية، ما يضع هذه التجربة على تماس مع مفاهيم الاقتصاد الإبداعي القائم على تحويل القيم الثقافية إلى منتج.

مبتكرة هذا المنتج سارة حمودة التي تملك شركة «فيكس شوكوليتير» قالت لـ«البيان»: «لقد كان من دواعي سروري أن أرى مدى التطور الذي حققته شركة فيكس شوكوليتير، ليس فقط في نطاقه، بل على صعيد ارتباط الناس به. إن رؤية منتج بدأ في مطبخنا يُثير فضول الناس حول العالم أمرٌ لا يُصدق وهو أمرٌ لن أعده مُسلّماً به أبداً ولا يمكن الاستهانة بنجاحه وبصمته».

وحول تقليد العديد من الشركات والعلامات التجارية الأخرى للوح الشوكولاته الشهير، وإنتاج نسخ عديدة تحمل نفس المكونات، وكيف يؤثر ذلك عليها وعلى أداء الشركة، وكيف تتصدى له قالت: «بالنسبة لنا يُعدّ ذلك دليلاً على أن الفكرة لاقت صدىً، إنه حتما تذكيرٌ بأننا ابتكرنا شيئاً ذا معنى، ومن وجهة نظري يُمكن تقليد الصيحات، لكن العناية والاهتمام، ورواية القصص والأصالة لا يُمكن تقليدها أو نسخها، لذا نُركّز على ما يجعل FIX بأعلى منازل الجودة، من خلال الهدف من وراء كل نكهة، وجودة المكونات، والتجربة في كل قضمة، والحب الذي يُحيط بكل تفصيل».

كما أكدت حمودة أن لدبي دوراً كبيراً في تشكيل هذا النجاح، مضيفة: «إنها مدينة تدعوك إلى الحلم الكبير، وتحثك في الوقت ذاته على احترام أصولك، هناك طاقة إبداعية فريدة هنا، طموحة، ومنفتحة، وأعتقد أن FIX هو انعكاسٌ حقيقيٌّ لذلك، ففي صميم رحلة فيكس يكمن أمرٌ بسيطٌ للغاية وهو اهتمامنا الصادق بما نصنعه، ولمن نصنعه، والمعنى الكامن وراءه، ونسعى جاهدين لإظهار هذا الاهتمام في التفاصيل الصغيرة، وفي المكونات التي نختارها، وفي القصص التي نرويها، وفي طريقة تعاملنا مع مجتمعنا، ما زلنا نتعلم مع مرور الوقت، لكننا وجدنا أنه عندما يُبنى شيءٌ ما بإخلاصٍ واهتمام، يميل الناس إلى الشعور به ومحبته حتماً».